تواصل الحكومة الاسرائيلية إحكام سيطرتها على اراضي الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان فيها بالتوازي مع تسريع الخطوات الاجرائية ل"تعويض" المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم في اطار خطة "فك الارتباط" واعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة, في الوقت الذي التقى فيه السفير الاميركي دان كيرتزر كبار المسؤولين الاسرائيليين السياسيين والعسكريين، قبيل توجهه الى واشنطن لتقديم تقرير خاص الى البيت الابيض الاميركي بشأن مدى التزام اسرائيل تعهداتها بخصوص إزالة "البؤر الاستيطانية" غير الشرعية في قاموس الحكومة الاسرائيلية وجه وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات بزراعة 72 الف شجرة زيتون في محيط المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في اطار ما اسماه "عملية سيطرة على الاراضي ومنع نقلها الى الفلسطينيين" فيما تستعد "دائرة اراضي اسرائيل" لتسويق 1815 قطعة ارض من اجل بناء وحدات استيطانية جديدة عليها في عدد من المستوطنات حتى نهاية العام 2004. وذكرت مصادر اسرائيلية مطلعة ان وزارة الزراعة ستبدأ في الاسابيع القليلة المقبلة بالتعاون مع قسم "الاستيطان" في الوكالة اليهودية، بزراعة مساحات شاسعة من الاراضي الفلسطينية في محيط المستوطنات اليهودية القائمة بآلاف اشجار الزيتون يسمح "لليهود فقط بزراعتها ورعايتها وقطف ثمارها". ونقل عن كاتس، وهو من اشد المعارضين لأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية، قوله: "هذه عملية سيطرة على الاراضي ومنع نقلها لفلسطينيين". واشارت المصادر الى ان وزارة الزراعة الاسرائيلية ستقدم "حوافز اقتصادية" لكل من يزرع ومن يعتني بالحقول التي ستزرع". وتحتل المستوطنات اليهودية القائمة ما نسبته واحد في المئة من اراضي الضفة الغربية، الا ان مساحة الاراضي التي يحرم الفلسطينيون من الاقتراب منها تقدر بمئات آلاف الدونمات، وتعتبر جزءاً من "الخرائط الهيكلية" لهذه المستوطنات. وبالتوازي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن خطة لتوسيع الاستيطان اليهودي حتى نهاية العام الجاري تقضي ببناء وحدات سكنية استيطانية بعضها مكون من طبقة واحدة واخرى اكثر على 1815 قطعة ارض سيبدأ تسويقها في الايام المقبلة. واشارت المصادر ذاتها الى ان معظم هذه الوحدات ستقام في مستوطنات "هارحوما" المقامة على جبل ابو غنيم ومستوطنة "غيلو" المقامتين جنوب مدينة القدس و "ارييل" و"عمانويل" في منطقة نابلس شمال الضفة الغربية ومستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل، اضافة الى مستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس. يأتي ذلك في الوقت الذي حرص فيه مسؤولون اسرائيليون في مقدمهم وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز على عقد جلسات مكثفة مع السفير الاميركي دان كيرتزر لاطلاعه على "الخطوات" التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية باتجاه تنفيذ تعهداتها للادارة الاميركية في ما يخص ازالة البؤر الاستيطانية الصغيرة و"لجم" التوسع الاستيطاني والتعديلات التي يجري ادخالها على مسار جدار الفصل العنصري الاسرائيلي "بما يأخذ في الاعتبار الاحتياجات الانسانية للفلسطينيين"، كما يطالب الجانب الاميركي. الى ذلك، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية قررت البدء في صرف "سلف" للمستوطنين اليهود الذين سيتم اخلاؤهم من 25 مستوطنة يهودية 21 منها في قطاع غزة ابتداء من ايلول سبتمبر المقبل. واوضحت الاذاعة ان القرار جاء في ختام اجتماع عقد بين مسؤولين في وزارة العدل الاسرائيلية وممثلي المستوطنين.