عززت اقوال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في الاجتماع الاسبوعي لحكومته الاحد التي دعا فيها وزراءه الى البناء في المستوطنات اليهودية "من دون طبل وزمر" والاجراءات التوسعية الاستيطانية على الارض، اعتقاد الفلسطينيين بعدم جدية الحكومة الاسرائيلية في تطبيق "خريطة الطريق" التي تنص في مرحتلها الاولى على "تجميد النشاطات الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات"، انقاذاً لما تبقى من الاراضي الفلسطينية التي يفترض حسب الخطة ان تقام عليها دولة فلسطينية بحلول العام 2005. وذكرت صحيفة "يديعوت احرنووت" العبرية ان شارون "اسدى نصيحة" لوزرائه خلال اجتماع مجلس الوزراء قائلاً: "ابنوا وافعلوا ما تفعلونه في المستوطنات ولكن فقط لا تثيروا ضجة ولا ترقصوا ولا ترووا لمن لا ينبغي له ان يعرف". ورد شارون على طلب تقدم به عدد من وزراء اليمين الاسرائيلي بتوسيع الاستيطان في مستوطنة "ارييل" المقامة على أراضي نابلس شمال الضفة الغربية، رداً على اقتراح تقدم به وزير البنية التحتية يوسيف باريتنسكي بنقل المستوطنين في الضفة الغربية واسكانهم في الجليل والنقب "يمكن البناء في المستوطنات ولكن يجب عدم الحديث عن ذلك والرقص في كل مرة يصدر فيها ترخيص بناء". ويجثم على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، باستثناء المستوطنات في القدس، نحو ربع مليون مستوطن يهودي. وتزامنت تصريحات شارون مع كشف حركة "السلام الآن" اليسارية الاسرائيلية اقامة المستوطنين اليهود 12 بؤرة استيطانية جديدة مقابل عدد مماثل من البؤر قالت اسرائيل انها اخلتها او ستخليها. وذكرت المصادر الاسرائيلية ذاتها ان النائب اليساري حاييم اورون من حزب "ميرتس" اكتشف أخيراً ان موازنة وزارة الاسكان خصصت نحو 14 مليون شيكل "للمشاركة في بناء بيوت متحركة" لسبع مستوطنات يهودية، كلها في الضفة الغربية، مشيرة الى ان هذه المباني "المصنعة تستخدم لاقامة المزيد من البؤر". وأكدت مصادر فلسطينية ان اقوال شارون جاءت في ما يبدو بعدما حصل على ضوء اخضر اميركي لمواصلة البناء في المستوطنات القائمة "ما دامت هذه النشاطات لا تتصدر عناوين الصحف" وهو ما لمح اليه باول في حديثه مع مسؤولين فلسطينيين في اريحا الجمعة. وأشار المحلل السياسي في "يديعوت احرونوت" في مقال منفصل الى ان شارون توجه الى زعماء المستوطنين اليهود خلال اجتماعه الاخير بهم الاسبوع الماضي، بالقول: "اسمحوا لي ان افكك بضعة مواقع. هذا سيتيح لي ان انفذ عدداً آخر من التصفيات ضد الفلسطينيين". وتناول عدد من المحللين الاسرائيليين البارزين مسألة الاستيطان اليهودي و"الاخلاءات المسرحية" التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لبعض البؤر الاستيطانية، متجاهلاً "الشوكة في حلق" اي تسوية سياسية مع الفلسطينيين وهي المستوطنات الكبيرة التي "انبتت" هذه البؤر الاستيطانية. واجمع هؤلاء ان ما تستعرضه الحكومة الاسرائيلية من خلال شاشات التلفزيون من عمليات اخلاء للمواقع الاستيطانية "ما هو الا خدعة". وكتب حيمي شيليف في صحيفة "معاريف" ان "الجمهور الاسرائيلي يأكل الآن ما طبخه شارون نفسه قبل اكثر من 25 عاماً عندما كان وزيرا للزراعة في اول حكومة ليكودية في العام 1977 بخلق وضع غير قابل للتغيير لا تستطيع فيه اي حكومة اسرائيلية الانسحاب من أي قطعة ارض في ارجاء الضفة الغربية". وكشفت الصحف الاسرائيلية ان الهيئات الاسرائيلية المعنية، بما في ذلك وزارة الدفاع الاسرائيلية، بدأت بالتخطيط لاقامة جدار "فاصل" بطول 700 كيلومتر لعزل منطقة غور الاردن بأكملها عن باقي الضفة الغربية وايجاد تواصل اقليمي بين المستوطنات اليهودية في الغور والمستوطنات القريبة منه. وأشارت الى انه تم البدء بالفعل بوضع الخرائط لل40 كيلومتراً الأولى من الجدار بدءاً من جنوب غور بيسان. وتسرع اسرائيل في هذه الاثناء في بناء "جدار الفصل" شمال الضفة الغربية حيث تم انجاز 40 كلم من اصل كلم تشكل المجموع الكلي لطول الجدار الذي يقضم الاف الدونمات من الاراضي الزراعية الفلسطينية ويعزل قرى فلسطينية بأكملها عن محيطها الفلسطيني. أما الجدار الذي تجري اقامته في محيط مدينة القدس فقد قطعت عمليات بنائه ايضاً شوطاً طويلاً.