شهد العراق أمس الأربعاء واحدا من أكثر أيامه دموية بمقتل 120 عراقيا بينهم 35 من الانتحاريين والمسلحين، وإصابة نحو مائة شخص بينهم العديد في حال الخطر، في اكثر الايام دموية تمر على البلد المنكوب منذ انتقال السلطة قبل شهر في العراق. وحجب الأربعاء الدامي أزمة الرهائن من سائقي الشاحنات الذين هدد خاطفوهم بقتل عشرة منهم. وقد وصف الرئيس العراقي غازي الياور الذين يقومون بأعمال الخطف بأنهم أعداء الشعب.وفي إحصائية مسائية أعلنها وزير الصحة علاء العلوان، سقط العدد الاكبر من ضحايا امس، في مدينة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) حيث قتل 68 شخصا وأصيب 56 آخرون بجروح عندما فجر انتحاري في حوالي الساعة 9.40 صباحا، سيارة مفخخة أمام مقر الشرطة كان يحتشد أمامه عشرات من الراغبين في الالتحاق بسلك الأمن في مسعى العراقيين اليومي لتأمين لقمة العيش لأبنائهم الذين يتضورون جوعا ولنسائهم الثكالى.وأوضح صباح كاظم ناطق وزارة الداخلية، ان انتحاريا فجر سيارة مليئة بالمتفجرات أمام طابور الشبان الذين كانوا ينتظرون أمام مقر الشرطة في بعقوبة فسقط 30 قتيلا و40 جريحا، بينما قتل 21 شخصا آخر كانوا في باص مر بالقرب من مكان الانفجار لحظة وقوعة فقتل كل من فيه. وأفاد مراسل فرانس برس أن مشرحة مستشفى المدينة لم تكن لتتسع لاستيعاب هذا العدد الكبير من القتلى وشاهد شخصيا ثلاثين جثة متفحمة على الأقل في مكان الانفجار فيما كان عناصر من الشرطة يضربون رؤوسهم مذهولين والناس يهرولون في كل الاتجاهات. وغطى الارض خليط من الدماء وحطام السيارات وقطع من الجدران المنهارة. وقال الشرطي رياض عبد اللطيف رأيت سيارة تتجاوز بسرعة باصا قبل ان تصطدم بطابور الانتظار وتنفجر. وقال اللواء وليد خالد قائد شرطة محافظة ديالى التي تشمل بعقوبة ان الاعتداء كان يهدف الى ترهيب المرشحين الى مراكز في قوات الامن، متهما جماعة "التوحيد والجهاد" التي يتزعمها الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي سبق وتبنى عددا من الاعتداءات في بعقوبة بالوقوف وراء عملية الاربعاء، لكن عددا من المسؤولين العراقيين لم يعودوا مقتنعين بأن الزرقاوي يمكنه القيام بمثل هذه الأعمال إلا إذا كان أداة بأيدي غيره. وصرخ أحد العراقيين الغاضبين، هذه ليست مقاومة، لا يمكن أن تكون كذلك. وتساءل آخر في موقع التفجير .. ماذا يريدون منا أن نعمل، إذا قصدنا الشرطة قتلونا، وكذلك يفعلون في الجهات الأخرى التي نسعى فيها لأرزاقنا، بينما يغتالون الموظفين في المؤسسات الحكومية. وأين هو المكان الآمن إذا كانت التفجيرات متوقعة في كل مكان. مواجهات دامية وليس في العراق منطقة بمنأى عن العنف، فقد قتل 35 مسلحا وسبعة من عناصر الشرطة العراقية اثناء مواجهات في بلدة الصويرةجنوب العاصمة، بحسب بيان للقوة المتعددة الجنسيات. وقبل ذلك اشار مستشفى الكوت في جنوب هذه المنطقة الى سقوط خمسة قتلى في صفوف عناصر قوات الامن العراقية و48 جريحا. وبالقرب من الفلوجة الى غرب بغداد قتل اربعة عناصر من الشرطة العراقية واصيب اخر بجروح اثر انفجار قنبلة بينما قتل شخصان في العاصمة احدهما طفل في الثالثة عشرة من العمر واصيب سبعة اخرون بجروح جراء انفجار قذيفة اطلقت على منزل. وفي الرمادي قتلت سيدة واصيب اربعة اشخاص من العائلة نفسها بجروح اثر مواجهات بين مسلحين والقوات الاميركية في المدينة الواقعة الى غرب بغداد. واعلن مسؤول في الشرطة المحلية العراقية في الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ان مسلحين مجهولين قاموا اليوم الاربعاء باحراق منزل محافظ الرمادي عبد الكريم برجس الراوي وخطف اولاده الثلاثة. الى ذلك قتل عراقيان اثناء محاولتهما زرع قنبلة قرب انبوب للنفط قرب كركوك فيما قتل جندي بنيران اطلقها مجهولون في المدينة الواقعة شمال العراق. مقتل جنديين أمريكيين وأعلن الجيش الامريكي أمس مقتل جنديين من القوات المتعددة الجنسيات في هجومين في محافظة الانبار الواقعة غرب بغداد. وقالت ناطقة عسكرية لصحفيين في بغداد ان عنصرين من القوة المتعددة الجنسيات قتلا متأثرين بجروحهما بعد تعرضهما للهجوم في محافظة الانبار، مشيرة الى أنها تعتقد أن الجنديين أمريكيين ولكنها لا تستطيع تأكيد ذلك. كما أعلن الجيش الامريكي أمس أن أحد جنوده قتل واصيب ثلاثة آخرون بجروح يوم الثلاثاء اثر انفجار قنبلة الى شمال بغداد ما يرفع الى اكثر من 670 عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في العمليات العسكرية، (لا يدخل فيها قتيلا الأنبار أمس) منذ اجتياح العراق في 20 اذار مارس 2003 بحسب حصيلة اعدت استنادا الى ارقام البنتاغون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن). انتشال ضحايا جرحى أمام مقر شرطة بعقوبة بعض جثث ركاب الباص الذي كان يمر أمام الشرطة في الساعة 9.40 صباحا