يبدو المدرب العربي محمود الجوهري على أعتاب مجد آخر إذ بات قريباً من تحقيق انجاز لمنتخب الأردن الذي يحتاج لنقطة واحدة أمام الإمارات في مباراته الأخيرة في المجموعة الثانية في البطولة الآسيوية ليتأهل إلى الدور الثاني، بعد أن حقق نتيجتين ايجابيتين لم يحققهما المنتخب الأردني من قبل تمثلتا في التعادل السلبي أمام صاحب المركز الرابع في مونديال العالم الأخير المنتخب الكوري ثم الفوز على الكويت 2-1. ويفضل النقاد المتابعون للبطولة الآسيوية تشبيه المنتخب الأردني باليونان الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية الاخيرة، وتسمية الجوهري "الملك الجوهري" على غرار مدرب اليونان اوتو ريهاغل الملقب بالملك اوتو. وإذا استطاع الجوهري قيادة المنتخب الأردني إلى تحقيق اللقب فسيكون ثاني مدرب في العالم يقود منتخبين مختلفين إلى اللقب في قارتين مختلفتين بعد الفرنسي روجيه لومير الذي قاد منتخب بلاده فرنسا إلى الفوز بكأس أوروبا 2000 وتونس إلى إحراز كأس أفريقيا 2004. وسبق للجوهري أن قاد بلاده إلى إحراز كأس أمم أفريقيا في بوركينا فاسو 1996 والى نهائيات كأس العالم في ايطاليا 1990 وكاد الجوهري يعتزل التدريب بعد إخفاقه مع منتخب مصر في بطولة القارات 1999. وتوجه إلى شرق القارة الأفريقية معتزلاً الكرة والناس ثم عاد من جديد إلى التدريب مشرفاً على المنتخب الأردني. وعن عودته لتدريب المنتخب المصري من جديد في حال طلب منه أوضح الجوهري "أنا في خدمة بلدي لكنني ارتبط بعقد مع الاتحاد الأردني وأنا مرتاح مع القائمين على هذا الاتحاد". ويثني الجوهري على تجربته العسكرية "أحلت إلى التقاعد بعد أن وصلت إلى رتبة عميد في الجيش المصري وشاركت في ثلاث حروب 56، و67، و73. واستفدت من الحياة العسكرية من ناحية الانضباط والتنظيم ووضع الخطط اللازمة وتغيير الاستراتيجيات". وكان الجوهري قد بدأ لاعباً في صفوف الأهلي ومثل منتخب مصر مهاجماً وسجل لمنتخب بلاده سبعة أهداف دولية وحقق لقب هداف كأس الأمم الأفريقية عام 1959 "استفدت كثيراً من اللعب إلى جوار اللاعبين الأفذاذ وعمري لم يتجاوز 17 عاماً من أمثال صالح سليم والشربيني وطه إسماعيل وطارق سليم ورفعت الفناجيلي ورأفت عطية وشريف الفار وعصام بهيج". ويدافع الجوهري عن تهمة وصفه بالمدرب الذي لا يجيد سوى رسم الخطط الدفاعية "تحديد الطريقة التي سأنتهجها في أي مباراة تعتمد على أداء الفريق المقابل ومستوى لياقته إضافة إلى استعداد فريقي أيضا. وفوزي ب11 بطولة يدحض هذه التهمة". ويشير الجوهري إلى سعادته في عمله الحالي مع المنتخب الأردني "لأنني وعدتهم بتحقيق أهداف معينة اتفقنا على رسمها ونجحنا في انجاز الوعد". وامتدح الجوهري عطاء اللاعبين أمام الفرق الكبيرة "بدأ اللاعبون يحرصون على تقديم صورة مغايرة للسابق. وبدؤوا يفكرون بتحقيق انجازات، وأهمها خطف احدى بطاقات التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا". ويملك الجوهري سجلاً حافلاً مع المنتخب الأردني منذ أن تسلم قيادته في نيسان أبريل عام 2002، وارتقى الأردن تحت إشرافه إلى المركز 42 في لائحة التصنيف العالمي للفيفا، ويحتل المركز الخامس عربياً وآسيوياً. وقاد الجوهري منتخب الاردن في أول ظهور إلى نهائي النسخة الثانية من بطولة غرب آسيا في دمشق عام 2002 بثلاثة انتصارات على ايرانولبنان وسورية قبل الخسارة بالهدف الذهبي أمام العراق في المباراة النهائية، بعدها نال الاردن كأس دورة البحرين الدولية ثم حل ثالثا في كأس العرب في الكويت بنتائج لافتة. وفي تصفيات كأس آسيا تبادل الاردن الفوز مع ايرانوعمان ثم فاز مرتين على لبنان ومرة على كوريا الشمالية، وفي تصفيات كأس العالم لم يعرف منتخب الاردن طعم الخسارة في 3 مباريات بفوزه على لاوس 5-صفر وعلى قطر 1-صفر في عمان ثم على ايران 1-صفر التي حل فيها ثالثا ببطولة غرب آسيا بفوزين على العراق حامل اللقب 2-صفر و3-1 وتعادل مع فلسطين 1-1 وخسارة أمام سورية بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي.