حفل العام 2004 بإقامة بطولات كرة القدم القارية فاستضافت تونس امم افريقيا، والبيرو امم اميركا الجنوبية، والصين امم آسيا، والبرتغال امم اوروبا، وأخيراً استراليا كأس اوقيانيا، ولم يبق من جغرافية الخريطة الرياضية سوى اتحاد الكونكاكاف الذي ينظم الكأس الذهبية العام المقبل. افريقيا استضافت تونس النهائيات للمرة الثالثة واعتبرت انه اصبح من حقها الظفر باللقب فكانت الثالثة ثابتة بعد فشل عامي 1965 و1994، ودونت اسمها في سجلات الامم الافريقية للمرة الاولى على غرار المغرب عام 1976 والجزائر عام 1990. ولم يكن أحد يراهن على احراز المنتخب التونسي اللقب، وكان هدف اتحاد اللعبة والمدرب الفرنسي روجيه لومير بلوغ دور الاربعة، لكن تخطي السنغال في ربع النهائي 1-صفر ونيجيريا في نصف النهائي بركلات الترجيح 5-3 الوقتان الاصلي والاضافي 1-1 زاد من اصرار "نسور قرطاج" على تذليل العقبة الاخيرة التي تمثلت في المغرب وفازوا 2-1. اميركا الجنوبية احرزت البرازيل، في غياب عدد كبير من نجومها، كوبا اميركا بفوزها على الارجنتين غريمتها التقليدية في القارة والتي شاركت في البطولة بتشكيلتها الاساسية كاملة، بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 2-2، وهو اللقب السابع لها منذ انطلاق المسابقة عام 1910. وهي المرة الاولى التي تتوج فيها البرازيل على حساب الارجنتين فأضافت لقباً جديداً الى سجلها الذي لا يقارن مع اي سجل آخر، بعد عامين من احرازها كأس العالم للمرة الخامسة. وهو اللقب الاول بقيادة كارلوس البرتو باريرا. اسيا اكدت اليابان في بكين، معقل التنين الصيني، زعامتها للكرة الآسيوية بتتويجها للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخها، وقضت على طموح الصين بلقب اول عز عليها. وعادلت اليابان الرقم القياسي لعدد الالقاب المسجل باسم السعودية وايران، حيث كانت توجت بطلة عامي 1992 على ارضها، و2000 في لبنان بفوزها على السعودية في المرتين. وفشلت الصين على ارضها وبين جمهورها في الخروج من ظل المنتخبات الكبيرة في القارة الاسيوية، فسقطت في امتحان المباراة النهائية للبطولة للمرة الثانية بعد ان كانت خسرت نهائي الدورة الثامنة في سنغافورة امام السعودية صفر-2. واكدت اليابان تفوقها على الصين فرفعت رصيدها الى 9 انتصارات مقابل 6 هزائم، فيما تعادلتا ثلاث مرات، كما انه الفوز الرابع لليابان على الصين في المواجهات الاربع التي جمعتهما في نهائيات كأس آسيا. اوروبا في لشبونة، جدد المنتخب اليوناني فوزه على نظيره البرتغالي في المباراة النهائية 1-صفر بعد ان كان هزمه في المباراة الافتتاحية 2-1، وتوج بطلاً لأوروبا للمرة الاولى في تاريخه. وباتت اليونان في ثاني مشاركة لها في النهائيات بعد 1980 حين خرجت من الدور الاول من دون تحقيق اي فوز، تاسع منتخب يحرز لقب البطولة الاوروبية بعد الاتحاد السوفياتي السابق واسبانيا وايطاليا والمانيا وتشيكوسلوفاكيا السابقة وفرنسا وهولندا والدنمارك، كما بات مدربها الالماني اوتو ريهاغل اول مدرب اجنبي يحرز اللقب مع منتخب غير منتخب بلاده. وحرمت اليونان مدرب البرتغال، البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي قاد البرازيل الى اللقب الخامس في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، من تحقيق ثنائية تاريخية كأس العالم وبطولة امم اوروبا. اوقيانيا لم يجد المنتخب الاسترالي اي صعوبة للظفر بالكأس على حساب جزر سالومون 5-1 ذهاباً و6-صفر اياباً وضمنت المشاركة في كأس القارات في المانيا من 15 الى 29 حزيرانيونيو المقبل، وكذلك مواجهة خامس اميركا الجنوبية على بطاقة التأهل المشتركة الى نهائيات مونديال 2006 في المانيا. وتصدرت استراليا الترتيب في الدور الثاني للتصفيات برصيد 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل واحد، بفارق ثلاث نقاط امام جزر سالومون التي حققت 3 انتصارات وتعادلاً واحداً وخسارة واحدة. الخليج توجت قطر للمرة الثانية بطلة للخليج وعلى ارضها ايضاً بعد الاولى عام 1992، بفوزها على عمان في النهائي بركلات الترجيح 5-4 الوقتان الاصلي والاضافي 1-1، وحلت البحرين ثالثة على حساب الكويت 3-1 فيما استمرت خيبات الامل للسعودية بفقدان اللقب وخروج منتخبها من الدور الاول على غرار العراق واليمن والامارات.