أسفرت المعارك العنيفة التي اندلعت في سامراء مساء أول من أمس بين القوات الأميركية ومسلحين واستخدمت خلالها المروحيات ومقاتلات "أف 15" عن مقتل 5 عراقيين وجرح آخرين. وعثر في المدينة أمس على جثتين، احداهما لعالم عراقي مثّل بها. وانفجرت سيارة مفخخة في بغداد أمس أسفرت عن مقتل 4 عراقيين. وقتل شخصان بقصف أصاب أحد مستشفيات العاصمة. كما انفجرت سيارة في الرمادي أسفرت عن مقتل ثلاثة اشقاء. وقتل جندي أميركي أمس في الضلوعية وشرطي في كركوك. تفجر الوضع الامني في مدينة سامراء 120 كلم شمال بغداد مساء الثلثاء عندما حاولت قوة عسكرية اميركية اقتحام المدينة، التي يتحصن فيها عدد كبير من المسلحين، عبر المدخل الشمالي لها، مكثفة هجومها على "حي القادسية"، فتصدى لها مسلحون من ابناء المدينة مكبدين الجانب الاميركي قتيلين وثلاثة جرحى، فضلاً عن احراق سيارة من نوع "هامر" واعطاب آلية مدرعة. واستخدمت القوات الاميركية المروحيات والطائرات المقاتلة من نوع "اف 16" في قصف الاحياء السكنية في منطقة الاشتباكات. وافاد شاهد ان القصف الجوي الاميركي اسفر عن تدمير عدد من الدور السكنية وبعض المحال التجارية، وأوقع خمسة قتلى في صفوف المدنيين وجرح 18 آخرين، مشيراً الى ان العمليات استمرت الى ساعة متأخرة من مساء اليوم ذاته. وافادت مصادر في المدينة ان الوضع عاد الى طبيعته صباح أمس، وانسحبت المجموعات المسلحة من ابناء المدينة من منطقة الاشتباكات. وحملت جهات في المدينة القوات الاميركية مسؤولية ما حصل، مؤكدة "وجود مسودة اتفاق تجري دراسته بين كل من مبعوثي رئيس الوزراء ووزير الداخلية الى المدينة وبين وجهائها وشيوخ العشائر فيها للاتفاق على نقاط محددة تجري تسويتها بين الطرفين في ما يخص الوضع الامني للمدينة. وأوضحت ان "المهلة التي اعطيت لذلك تنتهي اليوم الخميس. الا ان القوات الاميركية خرقت الاتفاق وقامت بعملياتها هذه من دون مبرر". من جانب آخر، اكد الطبيب عبدالحميد رشيد السامرائي، مدير طوارئ مستشفى سامراء "سقوط خمسة قتلى و13 جريحاً في الاشتباكات التي حصلت أول من امس بين القوات الاميركية ومسلحين مجهولين". وكان الجيش الأميركي أعلن في بيان تعرض "جنود أميركيين في مركز مراقبة شمال سامراء الى هجوم بقذائف الهاون والاسلحة الخفيفة، انطلاقاً من مسجد ومنزل في المنطقة". وأضاف ان "دبابتين تقومان بحماية الموقع ردتا على اطلاق النار ودمرتا المنزل". وتابع البيان "طلب تأمين مراقبة جوية لمساعدة القوات على الارض على تحديد موقع القوات المناهضة التي كانت تطلق النار علينا"، موضحاً ان القوات الاميركية التي تعرضت بعد ذلك لاطلاق نار من مواقع عدة "طلبت مساندة جوية". وسمعت بعدها أصوات انفجارات قوية على التخوم الشمالية للمدينة، ووجهت نداءات من المساجد للتبرع بالدم. في غضون ذلك، عثر أمس على جثتين، احداهما لعالم عراقي تم التمثيل بها والاخرى لم يتم التعرف الى صاحبها في المدينة. وقال الرائد سعدون الدليمي من شرطة حماية مستشفى سامراء: "عثر أمس على جثة باسم المدرس 60 عاما، وهو استاذ بدرجة دكتوراه في علم الكيمياء ويعمل في معمل سامراء لصناعة الادوية". واضاف: "عثر على الجثة قرب مسجد احمد بن حنبل في منطقة الجبيلية في جنوبالمدينة وقد مثل بها". وتابع "تم ايضا العثور على جثة اخرى في حي المعلمين شرق المدينة تعود لشخص مجهول الهوية لم يتم التعرف عليه حتى الآن". الى ذلك، ذكر مسؤول في الشرطة العراقية ان انفجاراً يشتبه بأنه ناجم عن سيارة مفخخة وقع في جنوب شرقي بغداد بعد ظهر أمس اسفر عن مقتل أربعة اشخاص على الاقل وجرح عدد آخر. وتناثرت اشلاء الجثث فوق أسطح المنازل المجاورة نتيجة قوة الانفجار. كما قتل شخصان واصيب اربعة آخرون بجروح عندما أصابت قذيفة صاروخية أمس الطابق السابع من مستشفى عدنان خيرالله في بغداد. وقال امير مختار رئيس قسم طب العظام في المستشفى: "قتل مريضان واصيب اربعة اشخاص من مرضى وموظفين بجروح خطيرة حين اصابت قذيفة صاروخية مضادة للدروع على ما يبدو الطابق السابع بعد الظهر". وتابع ان "الطابق حيث قسم طب العظام دمر". وأعلن الطبيب محمد طفش عن الحصيلة ذاتها موضحاً "سمعنا ثلاثة انفجارات واصابت قذيفة الطابق السابع مباشرة". في الرمادي 110 كلم غرب بغداد أعلن النقيب في الشرطة العراقية غسان كاظم حسين مقتل ثلاثة اشقاء أمس بانفجار سيارة مفخخة قرب احد مستشفيات المدينة. واوضح ان "القتلى الثلاثة هم ستار خليل ومصطفى خليل ويوسف خليل وكانوا يمرون قرب السيارة لحظة انفجارها" قرب مستشفى متخصص في علاج النساء والاطفال وسط الرمادي. وفي كركوك تعرضت دورية للشرطة العراقية الى هجوم بقذيفة مضادة للدبابات أسفر عن مقتل احد افراد الدورية واصابة اربعة بجروح. الى ذلك، أعلن ناطق باسم الجيش الاميركي ان جندياً اميركياً قتل واصيب ستة اخرون بجروح عندما اصطدمت دوريتهم بلغم ارضي صباح أمس في الضلوعية التي تبعد 70 كلم شمال العاصمة. واوضح القومندان نيل اوبرين ان الجندي القتيل والجرحى من فرقة المشاة الاولى، مضيفاً ان الآلية التي كانوا يستقلونها من طراز "برادلي" لحقت بها أضرار كبيرة. وكانت القيادة الاميركية الوسطى أعلنت الثلثاء في بيانين ان عنصرين من "المارينز" وجنديين اميركيين قتلوا في العراق خلال الساعات ال 24 الماضية خلال عمليات جرت في محافظة الانبار وسط غربي العراق. وكان الجيش اعلن الثلثاء في بغداد مقتل جندي من "المارينز" في محافظة الانبار. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى ايضاً مقتل جندي اميركي الاثنين في ارض المعركة في حين توفي جندي اميركي اخر متأثراً بجروحه. في الموصل شمال اعلنت القوة المتعددة الجنسية انها اعتقلت أمس سبعة اشخاص يشتبه بمشاركتهم في هجوم استهدف قاعدة لها في المدينة. واشار البيان الى ان القاعدة تعرضت لهجوم بالصواريخ والاسلحة الرشاشة، من دون ان يسفر ذلك عن وقوع إصابات.واضاف البيان الذي لم يحدد تاريخ الهجوم انه تم القاء القبض على المشتبه فيهم اثناء محاولتهم الفرار الى قرية مجاورة. واضاف المصدر نفسه انه تم الثلثاء تفكيك عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب طريق على بعد 25 كلم جنوب شرقي الموصل. وكان العميد مظهر مولى عبود قائد فوج الحرس الوطني العراقي اعلن أمس اعتقال عدد من المشتبه بهم وضبط كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات خلال عملية نفذت في العاصمة العراقية مطلع الشهر. وقال عبود في مؤتمر صحافي عقده في احد القصور الرئاسية حيث تتمركز قوات الحرس الوطني العراقي على ضفاف نهر دجلة "نفذت قوات الحرس الوطني بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع حملة مداهمات وتفتيشات في عدد من الاوكار والمنازل في بغداد ضمن خطة لحماية بغداد من العمليات الارهابية". واضاف انه "تم خلال العملية اعتقال عدد من المشتبه بهم ومصادرة 450 كيلوغراما من مادة "تي ان تي" شديدة الانفجار والمئات من الاسلحة الرشاشة وقاذفات "آر بي جي" المضادة للدروع والمسدسات". واوضح عبود ان "قسماً من المواد المتفجرة كان معداً للتفجير في يوم 17 تموز يوليو الحالي ذكرى وصول حزب البعث الى السلطة في العراق عام 1968". ورفض المسؤول العراقي الادلاء بأي معلومات عن جنسية او عدد المعتقلين مكتفياً بالقول ان "بعضهم من دول الجوار". واضاف: "هناك عناصر ترتبط بمجموعات ارهابية واخرى ذات قدرات مالية كبيرة. ولأهمية الاسماء فإنني لا استطيع البوح بها اليوم". واشار الى ان "وزير الدفاع سيقوم في وقت لاحق بالاعلان تفصيلياً عن هذه الاعمال والمنظمات والاسماء". وعرض المسؤول على الصحافيين العراقيين والعرب والاجانب نماذج من تلك الاسلحة التي وضعت في احدى قاعات القصر الرئاسي. في بعقوبة 60 كلم شمال بغداد اعلن الطبيب مضر فالح اصابة اربعة من عناصر شرطة حماية المنشآت الكهربائية بجروح أمس بانفجار قنبلة غرب المدينة. الى ذلك، أعلن ناطق باسم قيادة الجيش الدنماركي هانس فيدهولم ان المقر العام للقوة الدنماركية في العراق تعرض لهجوم بقذائف صاروخية أمس لم يؤد الى وقوع ضحايا. وأضاف انه "الهجوم الثاني ضد المقر الذي كان تعرض مساء الاثنين لاطلاق قذيفتين صاروخيتين تسببتا باضرار مادية طفيفة".