كثف المقربون من الرئيس الإيراني محمد خاتمي جهودهم لإقناع رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي بقبول ترشيح نفسه إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وتقود هذه الجهود جماعة علماء الدين المناضلين روحانيون التي ينتمي إليها خاتمي ويتولى مهدي كروبي أمانتها العامة. وناقش هذه الأمر أيضاً حزب جبهة المشاركة الإصلاحي برئاسة محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني محمد خاتمي، وذلك في المؤتمر السنوي السابع للحزب الذي بدأ أعماله أمس، لدرس خياراته بعد استبعاد مرشحيه عن الانتخابات البرلمانية في شباط فبراير، ما أسفر عن فوز كاسح للمحافظين، استعادوا من خلاله السيطرة على البرلمان. وأبلغت "الحياة" مصادر إصلاحية فاعلة أن مير حسن موسوي لم يوافق حتى الآن على العودة إلى الحياة السياسية ويتمسك باعتزاله منذ تنحيه في الثمانينات بعدما شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس السابق علي خامنئي المرشد الحالي للجمهورية الإسلامية. وقالت مصادر مطلعة أن العلاقة لم تكن جيدة في حينه بين الرئيس ورئيس وزرائه، ولعل ذلك ما يجعل موسوي متردداً في استئناف نشاطه، على رغم أن خامنئي كان عينه خلال السنوات الماضية عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام. وكان موسوي المدعوم الأبرز من جانب تيار خاتمي عشية الانتخابات الرئاسية عام 1997. لكن رفضه الترشح دفع بخاتمي إلى خوضها ليفوز بولايتين من ثماني سنوات. ولا يبدو أن للإصلاحيين مرشحاً قوياً حتى الآن، في ظل استمرار سيطرة المحافظين على مجلس صيانة الدستور. تحرك جديد للاصلاحيين ويبدو أنه لم يبق أمام الاصلاحيين سوى إعادة رسم خريطة تحرك جديد لخصه محمد رضا خاتمي في مؤتمر حزب جبهة المشاركة بأنه يتمحور حول عدم الانزواء وعدم اللجوء إلى العنف، بل الاستمرار في العمل السياسي لتحقيق الإصلاحات، باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق الرخاء للشعب الإيراني، عبر التجسيد الكامل للديموقراطية. وفي رده على اتهامات للإصلاحيين بالسعي إلى القيام بثورة مضادة، قال رضا خاتمي:"نحن نرى أن قيام ثورة ثانية غير ممكن وغير مفيد وأن اندلاع الاضطرابات سيكون سماً مهلكاً لإيران". مرشحو المحافظين وفي وقت يجهد الإصلاحيون لتحديد مرشحهم للانتخابات الرئاسية، يبدو المحافظون مرتاحين وتترد في أوساطهم أسماء عدة محتملة في حال امتنع الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني عن خوض المعركة الرئاسية. ومن بين أبرز الأسماء المتداولة كل من حسن روحاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي ومسؤول الملف النووي وعلي أكبر ولايتي وزير الخارجي الإيراني السابق ومستشار المرشد للشؤون الدولية.