اقر المجلس التشريعي الفلسطيني امس بغالبية 34 صوتاً مقابل امتناع اربعة عن التصويت، ومعارضة اربعة نواب، توصيات ابرزها الطلب من الرئيس ياسر عرفات استعمال صلاحياته لضبط الاوضاع الامنية في قطاع غزة فوراً، وقبول استقالة حكومة رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء وتشكيل حكومة جديدة وتقديم مشروع القانون المتعلق بتنظيم عمل واختصاصات الاجهزة الامنية للمجلس لدراسته واقراره. واتصل رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل هاتفياً بكل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء السابق محمود عباس ابو مازن محذراً من "خطورة الاحتكام للسلاح" في اشارة الى الاضطرابات الاخيرة في قطاع غزة. راجع ص 6 و 7. وجاءت توصيات المجلس التشريعي غداة محاولة اغتيال النائب نبيل عمرو، وزير الاعلام السابق، باطلاق النار عليه في رام الله والذي نقل امس للعلاج في العاصمة الاردنية عمان حيث رجح الاطباء احتمال بتر احدى ساقيه. كما جاءت التوصيات غداة اقرار الجمعية العامة للامم المتحدة، بغالبية كبيرة، الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية القائل بعدم شرعية الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة في الضفة الغربية وضرورة تفكيكه. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في مؤتمر صحافي امس في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان على اسرائيل "ان تلتزم قرار المحكمة وتوليه اهتماما رغم انه غير ملزم. ان عليها مسؤولية اخلاقية بشأن ما تقوم به". وطالب المجلس التشريعي الفلسطيني، بعد جلسة طويلة طارئة امس في رام الله، الرئيس عرفات، باعتباره رأس السلطة الوطنية "اصدار تعليماته والعمل على تنفيذ فوري لوقف الممارسات الخطيرة التي تجري في المحافظات الجنوبية قطاع غزة من قبل بعض قادة اجهزة الأمن ومسلحين". كما طلب المجلس من الرئيس عرفات قبول استقالة حكومة احمد قريع ابو علاء و"تشكيل حكومة جديدة قادرة على تحمل مسؤولياتها، على ان يكون برنامج الحكومة الجديدة قائماً على اتخاذ الاجراءات اللازمة والفورية لاجراء انتخابات عامة شاملة والسعي نحو تأمين الشراكة السياسية والعدالة الاجتماعية". واكد نواب في المجلس التشريعي ان فتح جميع ملفات الفساد سيكون المطلب الاول للجنة البرلمانية التي ستلتقي الرئيس الفلسطيني وعلى رأسها "ملف الاسمنت". وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس الفلسطيني الى "الاستفادة من الأزمة الراهنة لتمكين الحكومة بصلاحيات". وقال ل"الحياة" في أعقاب مؤتمر صحافي عقده أمس "انني بالغ القلق" من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية و"حان الوقت للرئيس عرفات، الأب لهذه الأمة الفلسطينية، ان يتطلع الى أمام مع الأجيال المقبلة الى قيام دولة فلسطين، وهذا يتطلب بالضرورة الاصلاح الذي يجب تبنيه كي يحصلوا على دولتهم". وتابع: "ان الوضع الراهن في الأزمة الفلسطينية لا يساعدهم الفلسطينيين ولا يساعد الأسرة الدولية" المتمثلة باللجنة الرباعية. وزاد: "يجب السيطرة على الوضع، وهذا ممكن تحقيقه"، لكنه "يتطلب اتخاذ خطوات جريئة". وعبر انان عن قلق أعضاء اللجنة الرباعية التي تضم الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا من افرازات الأزمة الراهنة، وأعرب عن أمله بأن "تستغل الأزمة بصورة ايجابية والتحرك الى أمام بالهياكل الاصلاحية المطلوبة، وبالذات في الميدان الأمني". ولفت انان بالذات الى ضرورة قيام الرئيس الفلسطيني بتمكين رئيس الوزراء ووزير الداخلية بصلاحيات الى جانب تبني الاصلاحات الأخرى. وقال: "آمل ان يرى الرئيس عرفات حاجة لدعم الاصلاحات".