اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش بعد محادثاته امس مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في منتجع كامب ديفيد الرئاسي خارج واشنطن، ان خطته للسلام في الشرق الاوسط "تعطلت" بسبب ما وصفه بالقيادة الفاشلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال بوش ان "السيد عرفات فشل كزعيم" وان "جهود رئيس الوزراء الفلسطيني عباس قوضت في كل المنعطفات على يد النظام القديم. وهذا يعني السيد عرفات... ولهذا فإننا الآن معطلون". واستطرد بوش انه ما زال ملتزماً خطة "خريطة الطريق" للسلام ويأمل بوجود قيادة فلسطينية ملتزمة تماماً بمحاربة الارهاب. راجع ص 4 و5. وجاءت انتقادات الرئيس بوش للرئيس الفلسطيني على رغم سعي عرفات الى اتفاق متبادل لوقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين عبر حديث أجرته معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ودعوته الى فتح صفحة جديدة والعودة الى المفاوضات بتنفيذ الاتفاقات الموقعة واستدعاء مراقبين دوليين. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان واشنطن أرسلت للمرة الأولى منذ اسابيع "اشارات" تدل الى انها "معنية" باتفاق جديد لوقف النار لكنها تشترط لذلك "تعاون عرفات مع ابو علاء". واوضحت المصادر ان "المراسيل" الأميركية كانت لأكثر من اسبوعين تؤكد رفضها مبدأ "هدنة جديدة" تكون اسرائيل شريكاً فيها، الا ان ذلك تغير قبل ثلاثة ايام فقط. وفي هذا الاطار، يبدو ان اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الراعية لخطة "خريطة الطريق" تضم الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا في نيويورك الاسبوع المقبل سيكون حاسماً، لا سيما في ضوء تصريحات المبعوث الاوروبي الجديد للشرق الاوسط مارك اوتي التي ادلى بها في بروكسيل امس، واعتبر فيها ان اجتماع الرباعية سيكشف حقيقة الموقف الاميركي. وتجتمع اللجنة الرباعية الجمعة المقبل على مستوى الوزراء والامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومفوض السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا للبحث في التطورات في الساحة الفلسطينية - الاسرائيلية و"خريطة الطريق". وتنعقد الجمعية العامة للامم المتحدة في صورة طارئة اليوم الجمعة بهدف تبني مشروع قرار يطالب اسرائيل بعدم تنفيذ تهديدها بإبعاد الرئيس الفلسطيني. ودعمت مجموعة دول عدم الانحياز طلب المجموعة العربية انعقاد الدورة بعدما منع الفيتو الاميركي مجلس الامن من تبني القرار. وعلى صعيد تشكيل حكومة فلسطينية جديدة برئاسة احمد قريع ابو علاء سبق اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" امس اجتماعاً موسعاً لكل أطر ومؤسسات "فتح" المجلس الثوري ولجنة التعبئة والتنظيم، وكتلة "فتح" في المجلس التشريعي بالاضافة الى اللجنة المركزية مساء امس، تناول بالتفصيل صلاحيات مؤسسة رئاسة الوزراء، بما في ذلك وزارة الداخلية وعلاقتها بالمسألة الامنية ومجلس الامن القومي وذلك تمهيداً لوضع "مفاهيم" محددة للعلاقة بين مؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء بصورة تضمن عدم التعارض في الصلاحيات والمسؤوليات. واذا نجح "ابو علاء" وقيادة "فتح" في التوصل الى اتفاق بشأن قائمة الوزراء المرشحين من هذه الحركة، بما في ذلك موافقة الرئيس نفسه، فمن المرجح ان يطيل ذلك عمر حكومته اذا ظهرت بوادر تجاوب فعلي للانضمام اليها من جانب فصائل فلسطينية اخرى من بينها الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين كذلك حركة "حماس" التي رجحت مصادر فلسطينية ان تشارك في الحكومة من خلال شخصيات "مستقلة" محسوبة عليها على غرار موسى الزعبوط او غيره. وأكد نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية ان "ابو علاء" سيتوجه الى غزة من اجل هذا الغرض، وقال ان التشكيلة الحكومية ستخرج الى النور في مطلع الاسبوع المقبل. وعلمت "الحياة" ان "أبو علاء" يسعى الى التوصل الى تفاهم مع فصائل المقاومة، وتحديداً "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لضمان قبولها باتفاق لوقف النار ولكن شرط ان يكون متبادلاً ويحظى بضمانات ورعاية اميركية وموافقة اسرائيلية واضحة.