لم تكن بائعة السجائر الملقبة لويزا التي اتخذت مكانها منذ سنوات قرب دائرة التسفيرات القريبة من وزارة الداخلية في بغداد تتوقع ان تتوقف سيارة فارهة ذات لون وردي من طراز "جاغوار" ليطلب منها سائقها الصعود ويصطحبها في جولة استغرقت ساعتين في مختلف شوارع بغداد. والسيارة هذه كانت قبل بضعة اشهر، وبالتحديد قبل الغزو الأميركي للعراق، السيارة المفضلة لعدي النجل الاكبر للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، الذي اشتهر بحبه للسيارات الغريبة والنادرة. أما لويزا التي لا يعرف أحد اسمها الحقيقي فهي عجوز محدودبة تزاول بيع السجائر لإعالة نفسها. وهي اكتسبت اسمها المستعار من بطلة إحدى المسلسلات المدبلجة التي اشتهرت بين العراقيين، أما سائق السيارة فلم يكن أحداً غير وكيل وزارة الداخلية الأقدم الفريق أحمد كاظم الذي فتح الباب للويزا ودعاها بلطف: "تفضلي، ستكونين معي في نزهة هذا اليوم". وبالطبع لم تكن لويزا تتوقع ذلك، وهي مانعت في البداية لكنها عندما تأكدت من شخصية السائق وافقت على الصعود في نزهة لم تكن تتوقعها في هذه السيارة الفخمة. ويبلغ سعر السيارة 375 ألف دولار. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن الوزارة ما زالت تبحث عن اسطول من السيارات يضم طرازات مختلفة من السيارات الفارهة كان يمتلكها عدي، وبعض اجزائها مطلية بالذهب ومطعمة بالأحجار الكريمة. وفي تصريح لوكيل وزارة الداخلية عرضه تلفزيون "العراقية" القناة الجديدة التي تقدم برامجها حالياً بديلاً من القنوات التلفزيوينة الأخرى قال: "ان السيارة ستخصص لكل منتسبي الوزارة من الضباط ورجال الشرطة الذين يتزوجون حديثاً لغرض اصطحابهم مع عرائسهم في جولة طويلة في شوارع بغداد".