«انهم يأكلون الأسود، ويضبطون الأوضاع اكثر من غيرهم»، هكذا يصف سائق سيارة النقل العام أسعد محجوب عناصر قوة مكافحة الارهاب التي انتشرت في شوارع بغداد منذ ايام. ويرتدي العناصر ملابس سوداء وأقنعة تخفي ملامح الوجوه، وتتنقل بين نقاط التفتيش بطريقة لافتة للانتباه. أسعد يظهر احتراماً كبيراً لتلك العناصر التي تنصب نقاط تفتيش متحركة، ويرى انها منحت الشارع العراقي نوعاً من الانضباط والشعور بوجود قوة امنية قادرة على التعامل بحزم مع الحالات الأمنية الطارئة. هذه القوات، التي لم يعتد العراقيون مشاهدتها في شوارع بغداد، حظيت باهتمام المارة وسائقي المركبات العامة والخاصة الذين كانوا يهزأون بنقاط التفتيش الموجودة في الشوارع منذ سنوات، وهم الآن يشعرون بهيبتها في هيأتها المميزة وانضباط عناصرها وجديتهم في تفتيش السيارات. ويعترف سائقو السيارات والمارة في شوارع بغداد، بأن وجود تلك العناصر في الشارع ولّد لديهم نوعاً من الشعور بالأمان، بسبب الانضباط الذي يُظهرونه مقارنة بتسيب نقاط التفتيش العادية. أما وزارة الداخلية، فبرررت هذا الانتشار المفاجئ لقوة مكافحة الارهاب، بأنه جاء بناء على بلاغات عن دخول خلايا ارهابية الى العاصمة تعتزم تنفيذ عمليات مسلحة. لكن تلك التصريحات تناقلها الأهالي بأشكال مختلفة، وروجوا لأفكار اخرى. منهم من توقع وجود سيارات مفخخة تجوب الشوارع تعتزم الحكومة السيطرة عليها، ومنهم من أشار الى ان هذا الانتشار يهدف الى الحد من عمليات الاغتيال بكواتم الصوت. يقول مروجو الرأي الثاني ان انتشار هذه القوات في شوارع بغداد جاء بعد قتل أفراد احدى العائلات في شارع فلسطين بأسلحة كاتمة، وهو الرأي ذاته الذي تبنته بعض الأوساط الاعلامية المحلية.