قال مسؤولون حكوميون في الولاياتالمتحدة ان اللجنة التي تحقق في هجمات 11 ايلول سبتمبر، ستنشر وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي عام 1998 موجهة الى الرئيس الاميركي آنذاك بيل كلينتون تحذر من احتمال خطف طائرات. في غضون ذلك، بدأ ضباط مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي سلسلة مقابلات مع مسلمين وعرب أميركيين، لجمع معلومات قد تساعد في منع هجوم ارهابي خلال سنة الانتخابات. وحذر المكتب أمس من احتمال اعتماد تنظيم "القاعدة" على أميركيين من أصل غير عربي، لتنفيذ عمليات ارهابية داخل الولاياتالمتحدة. وأشار قسم مكافحة الارهاب في تقريره الاسبوعي الى ان "القاعدة" تسعى الى تطويع مدنيين أميركيين داخل الأراضي الأميركية "لتسهيل المرور على الحواجز الأمنية في الولاياتالمتحدة وأوروبا". وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى وجود "مخاوف" من "الأقلية المسلمة في الولاياتالمتحدة" تحديداً "المعتنقين الجدد للدين الاسلامي". ونقلت الصحيفة عن محامين وناشطين إسلاميين ان عشرات المقابلات التطوعية أجريت مع وجهاء مسلمين وطلاب ورجال أعمال وغيرهم، واختلفت الأسئلة وفقاً للمحامين والناشطين والمستجوَبين. اذ سئل عدد من الأشخاص في أريزونا وكاليفورنيا هل يعرفون أي شخص زار أخيراً منطقة وزيرستان الحدودية الباكستانية التي تعتبر ملجأ لأعضاء تنظيم "القاعدة". كما سئلوا عن رأيهم في غزو العراق وفي الحكومة السورية ومسجد "أبو النور" في دمشق والذي يشتهر بين الأميركيين الذين اعتنقوا الإسلام في أروقته. راجع ص8 وتنشر اللجنة التي تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وتتولى التحقيق في اخفاق الحكومة في تفادي هجمات أيلول تقريرها النهائي هذا الاسبوع، ويتضمن نسخة رفعت عنها السرية من تقرير يومي للرئيس عام 1998، وهي وثيقة سرية جداً لم ترها قط سوى مجموعة مختارة من مسؤولي الحكومة. وهذه ثاني وثيقة من نوعها تنشر تحت ضغوط اللجنة، بعدما نشر البيت الابيض في نيسان ابريل الماضي تقريراً رفع للرئيس جورج بوش في السادس من آب اغسطس 2001 بعنوان "بن لادن مصمم على شن هجوم في اميركا". وقال المدير التنفيذي للعاملين في اللجنة، فيليب زليكو ان التقرير اليومي الذي سلم لكلينتون يتحدث عن "تهديد في شأن عملية خطف محتملة لاحتجاز رهائن وضمان اطلاق سجناء"، كما يشير الى "تهديد محدد" في شأن عملية خطف في الولاياتالمتحدة. الى ذلك، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان اللجنة ستوصي بانشاء منصب على مستوى وزاري يشرف على كل وكالات الاستخبارات الاميركية، وستقترح ان يتولى مدير الاستخبارات الجديد السلطة من "سي آي اي" و"أف بي آي" ومجلس الامن القومي ووزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات الاخرى التي وجهت اليها انتقادات شديدة. وأبدى البيت الابيض أخيراً استعداداً لدرس اصلاح شامل في وكالات الاستخبارات، لكن الصحيفة رأت ان انشاء المنصب الجديد قد يثير احتجاجات شديدة من "سي آي اي" واستخبارات البنتاغون التي سيكون عليها التخلي عن جزء من مسؤولياتها. من جهة أخرى، افادت مجلة "فوكوس" الاسبوعية في عددها الذي يصدر غداً ان الالماني المغربي سعيد بهاجي الشريك المحتمل في اعتداءات 11 ايلول اجرى اخيراً اتصالات في شكل منتظم مع زوجته في هامبورغ شمال المانيا عبر شبكة الانترنت من باكستان. وقال محققون في الشرطة الجنائية الالمانية الفيديرالية ان بهاجي استخدم مواقع انترنت في مدينتي اسلام اباد ولاهور الباكستانيتين. ورصد المحققون من آذار مارس الماضي الى مطلع تموز يوليو الجاري 14 رسالة الكترونية ارسلها بهاجي الى زوجته، رفض فيها الاستسلام الى السلطات، كما كانت تطالبه زوجته. وكتب: "لا اريد ان اجد نفسي في وضع ضعيف امام احد الكفار". ونفى ان يكون بعض اصدقائه نفذ اعتداءات ايلول، مشيراً في الوقت ذاته في رسائله الالكترونية الى "الاعتداءات التي نفذها شهداء". وسعيد بهاجي المولود في المانيا لأم المانية واب مغربي، يعتقد بأنه كان مكلفاً الامور اللوجستية في "خلية هامبورغ"، اذ سكن في هامبورغ في شقة محمد عطا، احد الانتحاريين ومؤسس الخلية. وهو زار افغانستان مطلع عام 2000، وغادر المانيا قبيل اعتداءات 11 ايلول.