اثارت تصريحات ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي في مناظرته الانتخابية مع منافسه الديموقراطي جون ادواردز، جدلاً في أوساط الرأي العام ووسائل الاعلام الأميركية أمس، لغياب الدقة عن بعضها، قد تفيد ادواردز في حسم المناظرة المقررة فجر غد السبت وتعطي نقاطاً للديموقراطيين قبل 26 يوماً من موعد الانتخابات. وانتقدت الحملة الديموقراطية عبارة تشيني باعتبار المناظرة "الفرصة الأولى للقاء ادواردز" نظراً لغياب الأخير عن جلسات مجلس الشيوخ لانشغال الأخير بالحملة الرئاسية. ورد الديموقراطيون باعلان تلفزيوني يصور لقاءات بين تشيني وادواردز ويكذب تصريحات نائب الرئيس. وجاء الخطأ التالي حين دعى تشيني الاميركيين التوجه الى موقع "فاكت تشيك دوت كوم" والتأكد من السجل النظيف لعملاقة النفط "هاليبرتون"، بعد اتهامات لادواردز للشركة التي أدارها تشيني بين 1995و2000 بتقديم رشاوى الى رسميين أميركيين لتمرير صفقات العراق. وثبت لاحقاً ان الموقع الذي استعمله تشيني مملوك من المليونير جورج سوسروس الداعم لكيري، وأن المعلومات التي استشهد بها عارية عن الصحة ومجموعة من موقع "فاكت تشيك دوت أورغ" الممول من جامعة بنسلفانيا والذي يؤكد تورط "هاليبرتون" بفضائح مالية. وأكد الديموقراطيون أن الادارة الحالية تعيش في حال "طلاق مع الواقع ونكران لأخطائها" التي تظهر كما قالت الحملة، من تصريحات الرئيس بوش حول العراق وسعي تشيني لتضليل الرأي العام. وأشارت محطة "أن بي سي" التلفزيونية هبوط رصيد تشيني المتعادل سابقاً في المناظرة في استطلاعات الرأي الأخيرة للشبكة وبعد اعلانات الديموقراطيين وتعليقات وسائل الاعلام. واظهر استطلاع صحيفة "واشنطن بوست" وللمرة الأولى منذ المؤتمر الجمهوري، تقدماً طفيفاً لكيري عشية المناظرة الرئاسية الثانية بينهما. لكن الرئيس بوش لا يزال متقدماً بنقطتين ونسبة 49 في المئة بعدما كانت الفجوة بين الاثنين خمس نقاط. وستجمع مدينة سانت لويس اليوم، لقاء مفتوحاً بين المرشحين عنوانه القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتي يتقدم فيها الديموقراطيون. وصعدت الحملة الجمهورية لهجتها وركزت على الرصيد المتقلب لكيري في مجلس الشيوخ. وحاولت الحملتان أمس، جمع أكبر عدد من المواطنين لتسجيلهم في اللوائح الانتخابية وخصوصاً في الولايات الحاسمة. وأشار الجدول الى زيادة نسبية في ولاية فلوريدا التي استقطبت 600 ألف ناخب أكثر من الدورة الماضية، بعدما خسرها الديموقراطيون بفارق 537 صوتاً. كما اضافت ولاية أوهايو الحاسمة مليون ونصف ناخب على لوائحها نسبة 250 في المئة. ويتخوف الجمهوريون من أن تكون هذه الزيادة لمصلحة الديموقراطيين وجهود منظمات "موف أون" و"روك ذا فوت" الليبراليتين اللتين بدأتا حملات التسجيل في أول العام لمصلحة كيري، والتي اذا ترجمت أصواتاً على الأرض في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، قد تحسم الانتخابات للديموقراطيين.