اعلن ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان اللورد روبن باتلر المكلف التحقيق في المعلومات التي قدمتها اجهزة الاستخبارات البريطانية من اسلحة الدمار الشامل العراقية قبل بدء الحرب العام 2003، سيسلم تقريره الى رئاسة الحكومة البريطانية اليوم، في حين افادت تقارير صحافية ان التقرير سيوجه اللوم الى أقرب مساعدي بلير ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ام آي 6. وفيما افادت صحيفة "اندبندنت" البريطانية ان باتلر سيعلن نتائج تقريره قبل ان يدلي بلير بتصريحات قد يسعى خلالها الى الالتفاف عليها. واشارت الى انه سيعلن النتائج حتى قبل ان يتسنى لبلير فرصة التعليق عليها علناً. واوضح الناطق الحكومي ان التقرير سينشر غداً كما هو مقرر. وكان بلير كلف في 3 شباط فبراير اللورد باتلر 66 عاماً "بالتحقيق في اي تناقض محتمل بين المعلومات التي جمعتها اجهزة الاستخبارات والتي استخدمتها الحكومة قبل الحرب وبين ما عثرت عليه مجموعة المراقبة في العراق على الارض منذ انتهاء النزاع". ويفترض ان ينهي هذا التحقيق الجدل الدائر في بريطانيا حول المعلومات التي قدمتها اجهزة الاستخبارات الخارجية قبل الحرب، في حين لم يعثر حتى الآن في العراق على اسلحة دمار شامل. في غضون ذلك، توقعت صحف بريطانية أن يتحمل جون سكارليت رئىس "ام اي 6" وعدد من أقرب معاوني بلير القسط الاكبر من النقد في تقرير باتلر. وفي برنامج سيذيعه تلفزيون "بي بي سي"، قال جون موريسون النائب السابق لرئيس جهاز الاستخبارات في وزارة الدفاع البريطانية: "تجاوز رئيس الوزراء كثيراً اي نتيجة يمكن ان يقرها محلل متخصص" من خلال اعلان ان الرئىس العراقي المخلوع صدام حسين كان يمثل "تهديداً خطراً". وقال بريان جونز الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في وزارة الدفاع انه "ارتبك" حين أبلغ بلير لجنة سابقة حققت في انتحار الخبير في اسلحة الدمار الشامل العراقية ديفيد كيللي بان هناك أدلة كثيرة على برامج تسلح اخفاها صدام. كما افادت صحيفة "صنداي تايمز" أن تقرير بتلر سيؤنب سكارليت الذي كان رئيساً للجنة الاستخبارات المشتركة وتحمل المسؤولية عن ملف اعتبر أن العراق يمكنه اطلاق اسلحة للدمار الشامل في غضون 45 دقيقة من صدور أمر بذلك. وثبت عدم صحة هذا الزعم، فيما صرح بلير الاسبوع الماضي بانه قد لا يعثر على اسلحة بيولوجية وكيماوية في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اطلعوا على اجزاء من التقرير ان الهدف الرئيسي سيكون جوناثان باول مدير مكتب بلير لان دوره في تقديم معلومات استخباراتية أكبر مما يبرره منصبه كمستشار. ونقل عن مسؤول ان "لوم جوناثان هو أقصى ما يمكن فعله للاقتراب من بلير من دون التعرص اليه شخصياً". واشارت صحيفة "اندبندنت" الى ان التقرير سينتقد بلير ومستشاريه بسبب أسلوب قيادته و"استبعاده الحكومة فعلياً" من عمليه اتخاذ القرار. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" ونشرته صحيفة "ذا ميل" أن 53 في المئة من البريطانيين يعتقدون بأن على بلير الاستقالة اذا ذكر التقرير أن الحكومة بالغت في مزاعم وجود اسلحة، فيما يرغب 70 في المئة في استقالة سكارليت الذي يرأس "ام آي 6". ويأتي تقرير باتلر غداة صدور تقرير لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الاميركي اعتبر أن أجهزة الاستخبارات الاميركية بالغت في اظهار خطر الاسلحة العراقية واعتمدت على مصادر مشكوك فيها وتجاهلت أدلة تثبت العكس قبل غزو العراق العام الماضي.