تحدث مسؤولون في دائرة صحة مدينة البصرة عن تسجيل اصابات بمرض الملاريا Malaria في مدينة الفاو، التي تبعد عن البصرة نحو 110 كيلومترات. ويعزو المتخصصون في الوقاية الصحية في البصرة انتشار الملاريا والتيفوئيد وغيرهما من امراض الصيف الى تلوث مياه الشرب. وفي تصريح الى "الحياة"، حذر الطبيب علي الجابري، من دائرة الوقاية الصحية، من "تفاقم تلوث البيئة في البصرة، لا سيما الانهار التي باتت مطمراً للجيف ومخلفات الزيوت ومعامل الكيماويات". وحث العائلات القريبة منها على منع "ابنائها في السباحة في هذه الانهار". ويطالب الجابري المنظمات الدولية "بدراسة المشكلات البيئية في البصرة"، داعياً السلطات المسؤولة الى توجيه هذه المنظمات ل"معالجة الوضع الخطير المتردي في أنهار البصرة" واعادة تطهيرها. ويلفت إلى "ان المشكلة الرئيسة في هذه الانهار تتمثل في صرف مياه المجاري الثقيلة اليها". ويعرب عن أمله في "بناء مجمعات معالجة مياه المجاري الثقيلة ومعالجتها". تخترق البصرة اربعة أنهار رئيسة، هي: نهر الخورة ونهر العشار ونهر الخندق الحجاج ونهر المعقل. وسميت هذه الممرات المائية بأسماء الولاة أو القضاة الذين أمروا بشقها، خلال عهود الدولتين الاموية والعباسية. وتظهر على ضفاف هذه الانهار الاحياء السكنية لثاني أكبر مدن العراق. وتقوم على ضفتي نهر الخورة، الذي يمتد لمسافة أربعة كيلومترات، أحياء المناوي باشا. وتنهض على نهر العشار، الذي يمتد لاكثر من عشرة كيلومترات، مراكز تجارية مهمة، اضافة الى أحياء البصرة التاريخية المعروفة ب"الشناشيل". ويسير نهر الخندق، او الحجاج، لمسافة تسعة كيلومترات تبدأ من حي التميمية. ويمتد نهر المعقل لمسافة خمسة كيلومترات، وتقوم على ضفتيه "مدينة الهادي" التي تُعرف ايضاً باسم "5 ميل" الذي يشير الى المسافة بين المعقل ومقر قيادة القوات البريطانية إبان احتلالها للعراق في مطلع القرن الماضي، والتي صارت راهناً القاعدة اللوجستية للقوات البريطانية في جنوبالعراق. وتعتبر "5 ميل" ثاني اكبر تجمع سكاني في البصرة. ويشير محمد التميمي، المسؤول في مجلس حماية البيئة الى ان "مشكلة أنهار البصرة تتفاقم يوماً بعد يوم مع تزايد الكثافة السكانية وتزايد المعامل والمؤسسات الصناعية على ضفاف الانهار وشط العرب". ويحمل التميمي السلطة الموقتة للتحالف في هذه الفترة مسؤولية اهمال "معالجة مشكلات هذه الانهار لعدم توجيهها المنظمات الانسانية" التي تعمل في المجال الصحي والبيئة إلى "الاهتمام بمعالجة شبكة المجاري للمياه الثقيلة". وينتقد هذه السلطات لأنها "تهتم بالجانب الاعلامي مثل دهان واجهات المدارس والدوائر غير الخدمية في حين نرى أهمالاً وعدم اهتمام واضح في جانب حماية البيئة وصحة الفرد العراقي". وشدد على ضرورة اعطاء دور للإعلام كون المشكلة "تنذر بكارثة حقيقية".