أكد خبراء في الموارد المائية في البصرة ان مشكلة الجفاف في دجلة والفرات في جنوب العراق وجفاف شط العرب ستستمر، حتى بعد زيادة تركيا نسبة الماء في النهرين، بسبب السياسات الايرانية في تغيير مجرى نهر كارون الذي يصب في الشط ويزود ب60 في المئة من مياهه. وقال رئيس هيئة الجيولوجيين في البصرة عبد الأمير تركي ل «الحياة» ان شط العرب «كان يعتمد على نهر كارون الإيراني بحوالى 60 في المئة من مياهه أي ما يعادل 11 بليون متر مكعب من الماء سنوياً. ولكن الآن أصبحت المياه الواصلة إليه أقل من بليون متر مكعب في السنة، بعدما تم تغيير مجراه قبل الدخول إلى الأراضي العراقية وقد يتحول شط العرب مع تفاقم هذه السياسات الى ساقية في بضع سنوات». ويبلغ طول شط العرب نحو 190 كيلومتراً، فيما كان عرضه يصل في بعض مناطقه، حتى تسعينات القرن الماضي، الى كيلومترين، وتقلص ليصبح في بعض اجزائه اقل من 500 متر. وأضاف تركي أن «نهر كارون هو المغذي الرئيسي لشط العرب وليس نهرا دجلة والفرات» . ولفت إلى أن «الإتفاق الأخير بين العراق وتركيا لن يزيد الكثافة المائية في الشط إلا بما يقارب الربع وهذا غير كافٍ». وتابع: «بما أن الأزمة ظهرت على السطح فذلك يعني إستمرارها مهما كانت المعالجات وهذا ما تتميز به المشاكل المائية عن غيرها». وأضاف: «ربما يكون استغلال المياه الجوفية في العراق حلاً لا بأس به». وزاد ان «اصرار تركيا وايران على سياساتهما الخاصة بانهار دجلة والفرات وكارون سيجعل العراق يفقد عام 2040 مصادره الطبيعية من المياه». من جانبه قال رئيس منظمة شؤون الاهوار عبد الإمام عبد الرضا ل «الحياة» إن «نهر كارون كان الرافد الأهم لشط العرب لكن بعد بناء السدود في إيران بدأ منسوب الشط ينخفض ما أدى الى تحول بعض المساحات المائية فيه إلى مساحات تشغلها مبانٍ للفلاحين العاملين قرب الحدود العراقية - الايرانية». ويعتبر نهر كارون من الانهار التي لم يعقد في شأنها اتفاق بين العراق وإيران فيما لم تتحرك الحكومة لاقرار اتفاق تقاسم مياهه، على ما أكد خبراء خلال ندوة عقدت في البصرة الأربعاء الماضي. الباحث في شؤون الطاقة كريم عبد الحسن قال ان «العراق لم يبحث بعد في مصادر المياه البديلة وآن الأوان للتفكير في ذلك لتدارك الأزمة». وأضاف: «هناك مشكلة أخرى وهي أن التلوث في المياه العراقية مرتفع جداً بسبب بدائية أعمال الطاقة التي أدت بدورها إلى حدوث تسربات إلى المياه من مصادر نقل الطاقة النفطية والغازية». وكانت وزارة الموارد المائية اعلنت أن تركيا زادت كميات المياه المتدفقة عبر نهر الفرات لتصل إلى 570 متراً مكعباً في الثانية أي بزيادة 50 في المئة عن السابق.