نقل موقع "الصحوة نت" التابع ل"التجمع اليمني للاصلاح" الاسلامي المعارض، عن مصادر عسكرية يمنية أن حسين بدر الدين الحوثي أصيب في اشتباك مع القوات الحكومية التي تفرض حصاراً عليه مع عشرات من اتباعه في جبال مران في منطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة 250 كيلومتراً شمال صنعاء منذ الاثنين الماضي. غير ان وزارة الداخلية اليمنية لم تؤكد هذه المعلومات ولم تنفها في تصريح على لسان مصدر أمني مسؤول امس عدّد فيه ما وصفه بالاعمال المخلّة بالامن والاستقرار والخارجة على الدستور والقانون والنظام التي ارتكبها الحوثي واتباعه في مديرية حيدان في محافظة صعدة. واكدت مصادر متطابقة في المحافظة ل"الحياة" أن الحوثي رفض وساطة شقيقه عضو مجلس النواب يحيى بدر الدين الحوثي ونائب آخر ينتمي الى المنطقة نفسها هو عبدالكريم جدبانو اللذين لم يتمكنا من الوصول الى منطقة الاشتباكات لاقناعه بتسليم نفسه. وقالت المصادر أن القوات الحكومية المشتركة من الامن والجيش تواصل تعزيزاتها في ثلاث مديريات هي حيدان والملاحيط ورازح، بالاضافة الى مناطق مران وضحيان، لإحكام الطوق على المطلوبين. واضافت أن انصار الحوثي يقاومون بشراسة ويمتلكون اسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف "ار بي جي" وصواريخ محمولة على الكتف ومدافع ميدانية سهلة النقل وقنابل دفاعية وهجومية. واشارت الى احتمال سقوط نحو 60 شخصاً بين قتيل وجريح في المواجهة بين الطرفين، ووصفت الاوضاع في المنطقة بأنها متوترة جداً ولا تلوح في الافق بوادر ايجابية للتوصل الى حل سلمي خصوصاً ان ما ذكر عن لجنة وساطة من مشايخ واعيان القبائل في صعدة لا يزال مجرد حديث. ولم يتطرق الناطق باسم الداخلية الى أي احصاءات عن ضحايا الاعمال العسكرية في صعدة مكتفياً بسرد الاتهامات الموجهة للحوثي واتباعه والمتمثلة في الاعتداء على افراد الامن والقوات المسلحة مما ادى الى استشهاد وجرح عدد منهم، والاعتداء على المؤسسات الحكومية في المديريات ومنع الموظفين من اداء واجباتهم، وتحريض المواطنين على عدم دفع الزكاة الواجبة للسلطة المحلية، واقتحام المساجد بقوة السلاح والاعتداء على خطباء المساجد وأئمتها والإساءة الى دور العبادة. واتهم الناطق باسم الداخلية اليمنية الحوثي بإثارة الفتن المذهبية والطائفية وانزال علم الجمهورية اليمنية من المباني والمنازل ورفع اعلام أخرى لجهات خارجية كانت مصادر من صعدة تحدثت عن أن الحوثي رفع اعلام حزب الله اللبناني، وقالت هذه المصادر بأن الحوثي اعتنق مذهب الطائفة "الاثني عشرية" وان المحافظين في ايران يدعمون توجهاته في اليمن لكن أهله نفوا ذلك. ورغم ان المصادر الرسمية والحكومية لم تكشف عن الجهات الخارجية التي تدعم الحوثي أو تسمها، إلا انها تحدثت عن تقديمه مبالغ مالية للشبان من اتباعه. وأكد المصدر الأمني أن الحكومة كانت حاورت الحوثي وأتباعه لاقناعهم بالعدول عن اعمالهم الخارجة على القانون، غير أنه استمر في الممارسات المخلة بالأمن وتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى شق الصف الوطني والاساءة للوحدة الوطنية وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية التي يرفضها شعبنا بكل فئاته بما في ذلك الفئة التي ينتمي إليها الحوثي في اشارة إلى الهاشميين الذين حكموا اليمن قبل ثورة 1962 بنظام ملكي إمامي لأكثر من 900 عام وكانت صعدة مركزاً لنفوذهم السياسي والفكري وانطلاق المذهب الزيدي الذي يعتنقونه. غير أن المصدر استدرك مشيداً بمواقف هذه الشريحة الهاشمية الوطنية والثورية المشرفة والدور الذي لعبته في تأسيس النظام الجمهوري والدفاع عن الوحدة اليمنية وتجسيد الوحدة الوطنية على الدوام. وخلص إلى تأكيد مشاركة الحوثي واتباعه في إثارة فتنة الحرب والانفصال عام 1994 ودورها العدائي من الثورة والجمهورية، مؤكداً أنه، ولهذه الحيثيات والمبررات تواصل قوات الأمن والجيش محاصرة تلك العناصر في مديرية حيدان بالتعاون مع المواطنين. وكان بعض صحف المعارضة وأحزابها انتقد بشدة الاجراءات العسكرية الحكومية في صعدة ووصفها بأنها مناهضة للحقوق الديموقراطية والدستورية، وطالب بوقف العمليات العسكرية فوراً واتهمت القوات بارتكاب تجاوزات ضد المواطنين وترويع الأمنين وهدم المنازل، ودعت السلطات إلى اعتماد الوسائل السلمية لحل النزاع بينها وبين الحوثي وأتباعه.