استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى وبحث معه في مختلف المواضيع التي تهم الجزائر والمغرب، خصوصاً العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، لا سيما بعد التطورات التي شهدها البلدان من تفجيرات ارهابية في الدار البيضاء وخطف سياح اجانب في الجزائر. وتم خلال اللقاء، الذي حضره أيضاً وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم، البحث في الأوضاع في المنطقة المغاربية على ضوء التقدم الحاصل في اللجان المشتركة بين البلدين التي تدرس كيفية تعزيز العلاقات التي شهدت تأزماً منذ إغلاق الحدود البرية بين البلدين وفرض التأشيرات على المواطنين. وقرر الجانبان إلغاء عقد مؤتمر صحافي مشترك واستعيض عنه بإصدار بيان مشترك. وكان وزير الخارجية المغربي عقد اجتماعاً مع نظيره الجزائري عرضا خلاله نتائج اجتماعات مختلف اللجان الثنائية تمهيداً للزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو للجزائر خلال الأسابيع المقبلة. وستمهد هذه الزيارة لقمة "مؤجلة" بين الرئيس الجزائري والملك محمد السادس قد تسبق عقد قمة مغاربية الخريف المقبل. إلى ذلك اكد بلخادم انه تطرق مع نظيره المغربي الى "مجمل القضايا التي تهم البلدين"، مضيفاً انه تم "انشاء ثلاث لجان: سياسية واقتصادية وثالثة تهتم بالشؤون القنصلية لمواطني البلدين". وبخصوص اعادة فتح الحدود قال بلخادم انه "عندما يلتقي قائدا البلدين ستكون هذه القضية محل قرار، لان الحدود مقفلة اداريا وسياسيا ولكنها ليست مقفلة عملياً لما بين الشعبين والبلدين من علاقات". وفيما يخص قضية الصحراء الغربية قال بلخادم "ان المهم هو ان نصل الى حل لهذه القضية يضمن الحقوق ولا يضيعها". واكد ان "قضية الصحراء الغربية حتى ولو طالت لا يمكن ان تعيق مسيرة البلدين والشعبين في انتهاج طريق التشاور والتكامل والتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي والديبلوماسي". وأكد الوزير المغربي من جهته ان "الارادة الفاعلة" بين الجزائر والمغرب ستمكن البلدين من "تفعيل العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً". ولفت بن عيسى الى وجود "رغبة صادقة لدى الطرفين للعمل على اعادة زرع الثقة، وهي اساس كل عمل". وعن اعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي قال الوزير المغربي ان "هذا مطلب شعبي وقيادي. والمغرب من الداعمين لكل التوجهات الرامية الى اعادة الحياة لاتحاد المغرب العربي". وكان مقرراً أن يزور الجزائر مطلع شهر آذار مارس الماضي كل من وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل ثم رئيس الوزراء جطو. وألغيت الزيارتان لأسباب لم تعلن في حينه، فيما ذكرت بعض الأوساط أن الموقف الذي عبرت عنه الجزائر من اقتراحات الخطة الأخيرة التي عرضها جيمس بيكر في شأن الصحراء الغربية مطلع السنة الجارية ربما ساهم في التشويش على التقدم الحاصل في العلاقات الثنائية بين البلدين.