أعلن مصدر ديبلوماسي في بروكسيل أمس، أن الاتحاد الأوروبي يدرس إمكان إرسال قوات لحفظ السلام إلى بوكافو، مع تجدد الاشتباكات في شرق هذه المدينة. ونفى المصدر نية الاتحاد القيام بعملية عسكرية في الكونغو الديموقراطية، فيما أبدى مجلس الأمن استياءه من الوضع الراهن. وتزامن ذلك مع وصول وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال إلى كيغالي. وكان ميشال زار لساعات كينشاسا ثم العاصمة الأوغندية كامبالا حيث التقى نظيره الرواندي تشارلز موريغاند ثم ريتشارد سيبيرا الموفد الخاص للرئيس الرواندي بول كاغامي إلى منطقة البحيرات الكبرى. ونفى المصدر معرفته بما إذا جرى لقاء بين لوي ميشال والرئيس كاغامي الموجود في كمبالا حيث يشارك في قمة السوق المشتركة لدول أفريقيا الجنوبية والشرقية كوميسا. ودان مجلس الأمن التصعيد الحاصل في الكونغو. ورأى في بيان أن "استيلاء القوات المنشقة التي يقودها زعيما التجمع الكونغولي السابق من أجل الديموقراطية الميجور لوران نكوندا والكولونيل جول موتيبوسي وآخرون على مدينة بوكافو". كما دان "الأعمال الوحشية والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان". واعتبر خطوة المتمردين "تهديداً جدياً لمساعي السلام" في الكونغو وعملية نقل السلطة من الإدارة الموقتة التي عينت العام الماضي، إلى حكومة ديموقراطية منتخبة بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية. وتطرقت الدول الخمس عشرة أيضاً إلى الدول المجاورة "وحذرتها صراحة من مغبة دعم المجموعات المسلحة المتمردة". ودعت حكومة رواند نظراً إلى علاقاتها السابقة مع التجمع الكونغولي وجميع الدول الأخرى المجاورة "إلى بذل كل ما في وسعها لدعم عملية السلام والمساهمة في تأمين حل سلمي لهذه الأزمة، من خلال الامتناع عن أي تصرف أو تصريح قد ينجم عنه تأثير سلبي على الوضع" في جمهورية الكونغو الديموقراطية. ورحب المجلس بمبادرة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الراهنة، وتجديد دعمه لمهمة الأممالمتحدة في الكونغو التي قتل ثلاثة من موظفيها الأسبوع الماضي. تجدد الاشتباكات وتجددت الاشتباكات في بوكافو إذ أكد الكولونيل موتيبوسي إن الجيش النظامي هاجم قواته في جنوب غربي المدينة. وقال: "تعرضت لاعتداء في الصباح. قوات قائد الجيش الجنرال مبوزا مابي أتت من والونغو جنوب غربي بوكافو، كان عددهم كبيراً لكنهم لم يتمكنوا من التقدم كثيراً". وشدد على أنه "موجود في المدينة وسنستمر في الدفاع عن أنفسنا"، مشيراً إلى أن الهدوء عاد إلى المدينة. ورفض ناطق باسم الأممالمتحدة في بوكافو تأكيد خبر حضور قوات الجيش النظامي إلى المدينة لعدم درايته بذلك، معرباً عن اعتقاده بإمكان تورط قوات مابي في الاشتباكات. وكان الجنرال ناكوندا أعلن أمس الأول عزمه على الانسحاب من المدينة بعدما أتمّ مهمته، وتبين لاحقاً أنه لم يلتزم بوعده. وتشكل الاشتباكات الدائرة أصعب التحديات التي يواجهها الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا في محاولاته إعادة فرض سلطته بعد خمس سنوات على الحرب. واتهم كابيلا رواندا بالضلوع في الهجوم على بوكافو، الأمر الذي نفته الحكومة الرواندية.