طغت أمس الأوضاع الإنسانية في دارفور، غرب السودان، على النشاطات السياسية في الخرطوم، فيما أكد النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أن الأجهزة الأمنية في البلاد لن تحل في المرحلة المقبلة بعد توقيع اتفاق سلام مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، لكنها ستلعب دوراً جديداً. ودعا طه في لقاء مع قيادات الحزب الحاكم والقوى المتحالفة معه في السلطة في مدينة القضارف شرق البلاد، الأجهزة الأمنية إلى التكيف مع الأوضاع الجديدة حتى تكون قادرة على حماية السودان، مشيراً إلى أن "السلام ينبغي أن يحمى بسياج من التواصل مع دول الجوار والمنظمات العالمية". وحذر من مغبة "المساس بسيادة السودان وقراره". ورأى "أن هناك أيادي تمتد للتآمر عليه، وان السلام تتناوشه مطامع احتكار السلطات وكنز الثروات"، معتبراً أن "المرحلة المقبلة تحتاج إلى توافق اجتماعي ووطني". لكنه أضاف: "ان السلام لن يمطر ذهباً ولا فضة". إلى ذلك، يتوجه إلى القاهرة غداً النائب الأول للرئيس حاملاً رسالة من الرئيس عمر البشير إلى نظيره المصري حسني مبارك تتعلق بتطورات عملية السلام، وذلك في إطار جولة عربية للترويج للسلام والبروتوكولات التي وقعها أخيراً مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق الذي سيزور القاهرة أيضاً في وقت لاحق. وينتظر أن يجري طه محادثات مع قيادات المعارضة السودانية وزعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني قبل أن ينتقل إلى ليبيا في زيارة مماثلة. وسيصل إلى الخرطوم اليوم رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد مبعوثاً من الرئيس مبارك لنقل تهنئته إلى البشير بتقدم عملية السلام، وتأكيد دعم مصر لوحدة السودان واستقراره. على صعيد آخر، أجرى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فرانسلن الذي يزور الخرطوم، محادثات أمس مع وزير الشؤون الإنسانية إبراهيم محمود حامد ركزت على الأوضاع الإنسانية في دارفور. ووصف المبعوث الدولي هذه الأوضاع في دارفور بأنها حرجة، وقال إن المنظمة الدولية تسعى إلى جمع 80 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة، موضحاً أنه ناقش مع المسؤولين تسهيل انسايب الاغاثة ومهمة المنظمات الإنسانية وموظفيها. وذكر أنه سيزور جنوب البلاد اليوم قبل أن يتوجه إلى دارفور للوقوف على حقيقة الأوضاع واجراء لقاءات مع المسؤولين المحليين ووكالات الأممالمتحدة العاملة في الاقليم. وبدأ وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن أمس زيارة لدارفور، حيث سيتفقد بعض معسكرات النازحين قبل أن يعود إلى الخرطوم لاجراء محادثات مع المسؤولين في شأن عملية السلام ودارفور. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة أنها اتفقت مع "حركة العدالة والمساواة"، أحد الفصيلين الرئيسيين في دارفور، على آلية للحوار بينهما. وقال مسؤول ملف دارفور في الحزب الحاكم الحاج عطا المنان إنه أجرى محادثات مع زعيم "حركة العدالة والمساواة" الدكتور خليل إبراهيم في المانيا بتكليف من الرئيس عمر البشير في إطار مساعي الحكومة لحل أزمة دارفور. وأضاف انهما اتفقا على مواصلة الحوار بينهما خلال الشهر الجاري، واستصحاب ما اتُفق عليه من المحادثات التي جرت بين الحكومة و"متمردي دارفور" في نجامينا.