أكد تجار عراقيون يعملون في قطاع استيراد البطاريات، أمس، ان شحة الانتاج المحلي منها أفسحت المجال أمام رواج ظاهرة تشكو منها السوق العراقية حالياً، وهي وجود بطاريات من مناشئ غير معروفة تباع بأسعار زهيدة، لكنها تفتقد إلى المواصفات وضوابط الجودة. وكانت مرحلة ما بعد سقوط صدام شهدت تراجعاً ملحوظاً على مستوى التزام التجار العراقيين العاملين في هذا القطاع بشروط مطابقة للسلع المستوردة لضوابط الجودة، والتي كان يتم التأكيد عليها بصرامة في الفترة التي سبقت الاحتلال الأميركي. وتشهد المحلات في بغداد والمحافظات عرض أنواع من البطاريات يتحدث عنها التجار باعتبارها من مناشئ آسيوية عامة، وتفتقد إلى أي معلومة تتعلق بمواصفاتها وسنة صنعها، الأمر الذي يجعلها موضع شك حول مدى ملاءمتها لشروط المواصفات الخاصة بالبطاريات، وهي ظاهرة يعاني منها الاقتصاد العراقي بأكمله، بعدما تعذر ضبط الحدود والتحكم في نوعية الواردات والتزامها معايير الجودة الفنية. ويشير بعض التجار إلى ان توقف"الشركة العامة لصناعة البطاريات"وتراجع انتاجها، نتيجة المشاكل التي تواجه عملية تجهيزها بالمواد الأولية، سيما وأنها كانت تشكّل الرافد الرئيس المجهز للسوق العراقية بمختلف أحجام البطاريات وأنواعها، شجعا استيراد أنواع كثيرة من البطاريات ومن مصادر متنوعة عدة، بعضها من دول الجوار، لسد حاجة السوق. ويشكو هؤلاء التجار من ان بعض المستوردين قام باستغلال هذه الفرصة لاستيراد أنواع من البطاريات تدل أسعارها الزهيدة على المستوى المتدني المعتمد في صناعتها، مشيرين إلى ان الخاسر الوحيد هو المستهلك. وأورد التاجر احمد مطلوب، صاحب محل"القدوس لتجارة البطاريات"، أرقاماً لأسعار البطاريات. فقال ان بطاريات من نوع"فايبر غلاس"تُباع ب18 دولاراً و"روكس"بعشرين دولاراً وهي ذات مناشئ كورية، فيما يبلغ سعر البطارية الرديئة النوع والمستوردة من مناشئ غير معروفة عشرة دولارات. وأشار إلى أنواع اخرى من البطاريات باتت محل ثقة المواطن العراقي، وهي"سولايت"و"غولد ستار"و"سيتا"الكورية المنشأ و"سبيد"الاندونيسية، بالإضافة إلى أنواع أخرى بعضها مصري والآخر ايراني، ومعظمها ذات"أسعار معقولة"تتناسب مع دخل المواطن. ويشير تاجر آخر إلى ان أسعار البطاريات ذات المناشئ الغربية لا تتلاءم مع طبيعة السوق العراقية، بسبب ارتفاع أسعارها التي تراوح بين 40 و60 دولاراً، من دون أن يعني ذلك عدم قيام بعض التجار باستيراد كميات منها بسبب حرص بعض المواطنين على استخدامها في سياراتهم. ويقول عدد كبير من التجار ان استعادة نشاط"الشركة العامة لصناعة البطاريات"بالشكل الذي كانت عليه قبل سقوط النظام السابق واستمرارها في انتاج بطاريات"بابل"و"بغداد"، هي"الوسيلة الكفيلة بمعالجة الارباك"الذي تشهده السوق حالياً.