ليس مهما أن يكون منتخب هولندا بين المصنفين أو يكون مستبعداً، ليس مهماً أن يلعب على أرضه ووسط جمهوره أو أن يخوض مبارياته خارجها، ليس مهما أن يكتظ بالنجوم المشاهير أو أن يكون لاعبوه من المغمورين، وليس مهماً أن تكون نتائجه الأخيرة جيدة أو محبطة ومثيرة للجدل. تحت أي ظرف سيبقى منتخب هولندا خطر على الجميع. والمنتخب الهولندي دخل قرعة البطولة بعيداً عن المضيفين الثمانية الأوائل، الأمر الذي أجبره حتماً على التواجد في مجموعة قوية جداً مع منتخبين من الكبار هما ألمانيا وتشيخيا، وكانت الأقدار رحيمة به عندما أبعدته عن مجموعة فرنسا وإنكلترا. وعلى العكس لا يبدو منتخب لاتفيا في مشاركته الأولى في البطولة الأوروبية خطراً على أحد، ومن المنتظر أن يودع البطولة من دورها الأول بعدما ظلمته القرعة وأوقعته في المجموعة الحديدية مع الكبار ألمانيا وتشيخيا وهولندا. وكان منتخب لاتفيا هائلاً في التصفيات بقدرته على إقصاء بولندا وهنغاريا، بل وتمكن من الفوز 1-صفر في السويد التي تصدرت المجموعة ولم يخسر أمامها في اللقاء الثاني. وعندما أوقعته القرعة مع تركيا ثالث كأس العالم 2002 في الدور الأخير للتصفيات توقع الكثيرون هزيمتين ثقيلتين، ولكن لاتفيا حققت الفوز في ملعبها 1-صفر وتعادلت في تركيا 2-2. "لا أخاف مواجهة منتخب ألمانيا في المباراة الأولى، بالعكس أفضلها كثيراً لأنها ترفع عن كاهلي عبء شحن اللاعبين نفسياً أو معنويا، وهي المباراة التي ينتظرها اللاعبون ويعملون لها ألف حساب، ويركزون لها أياماً غير قليلة"، هذا هو رأي المدير الفني الهولندي ديك إدفوكات عن قرعة البطولة وخوض أصعب المباريات في بداية المجموعة. وعلى العكس يخشى المدير الفني الألماني فولر مواجهة هولندا مؤكداً أنه منتخب ممتاز فردياً وجماعياً، ويتحسن من يوم إلى آخر بوضوح وسرعة. ويؤكد كابتن تشيخيا بافيل نيدفيد أنه كان يتمنى أن يتفادى فريقه مواجهة هولندا لسببين: أولهما كفاءة الهولنديين، وثانيهما رغبتهم في رد الاعتبار لهزيمتهم الثقيلة 1-3 أمام تشيخيا في المجموعة. الشيء الوحيد الذي يخشاه المنتخب البرتقالي في البطولة هو الوصول إلى ركلات الجزاء الترجيحية في أي دور، وهم ضحية دائماً لتلك الركلات المؤلمة وخسروا ثلاث بطولات كبرى بسبب الركلات اللعينة، أولاً أمام فرنسا في ربع نهائي البطولة الأوروبية 1996، وكانوا المرشحين لإحراز لقبها، وثانياً أمام البرازيل في نصف نهائي كأس العالم 1998، وثالثاً أمام إيطاليا في نصف نهائي البطولة الأوروبية 2000 في هولندا وبعدما أهدروا ركلتين في الوقت الأصلي للمباراة. وتضم التشكيلة البرتقالية عدداً كبيراً من اللاعبين المخضرمين الذين تجاوزوا عامهم الثلاثين وشاركوا في نهائيات البطولة الأوروبية في إنكلترا عام 1996، وأبرزهم الحارس فان ديرسار وجاب ستام ومايكل رايزيغر وفيليب كوكو وادغار ديفيدز ومارك أوفرمارس وفرانك دي بوير. ولكن التوازن يأتي من انتشار مجموعة من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 22 عاماً أمثال فان ديرفارت وهايتنغا وأرجن روبين وفيسلي شنايدر ودي جونغ. ولم يفلح هؤلاء الصغار في تخفيف أو تقليل المعدل الكبير لأعمار اللاعبين مما يجعل منتخب هولندا الأكبر سناً بين المنتخبات المشاركة. وكان المنتخب البرتقالي سيئ الحظ عندما وقع مع تشيخيا في مجموعة واحدة في التصفيات لأنه جاء ثانياً بعدما اكتسح كل المنافسين الآخرين، النمسا 3-صفر و 3-1 ومولدوفا 2-1 و 5-صفر وبيلاروسيا 3-صفر و2-صفر، ولكنه تعثر أمام تشيخيا وتعادل أولاً 1-1 وخسر بعيداً عن أرضه 1-3 وتقهقر إلى المركز الثاني، الأمر الذي أجبره على خوض تصفيات جديدة ضد اسكتلندا. وكانت الصدمة الأولى قاسية بالخسارة في غلاسغو صفر-1 وبات الموقف صعباً للغاية، ولكن البرتقالي أجاد تحت الضغط واكتسح اسكتلندا بستة أهداف نظيفة بعد الصلح الكبير بين المدرب وهدافه الأول فان نيستلروي.