بات منتخب تشيخيا أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم عندما قلب تخلفه بهدفين إلى فوز مثير 3-2 على نظيره الهولندي في المباراة التي جمعت بينهما في أفيرو أمام 29935 متفرجاً ضمن منافسات المجموعة الرابعة من الدور الأول. وسجل يان كولر 23 وميلان باروش 71 وفلاديمير سميتشر 88 أهداف تشيخيا، وويلفريد بوما 4 ورود فان نيستلروي 19 هدفي هولندا. ورفعت تشيخيا رصيدها إلى 6 نقاط مقابل نقطتين لألمانيا وواحدة لكل من هولندا ولاتفيا. وكان روبن السلاح السري للمدرب لأنه فرض نفسه أحد نجوم المباراة وشكل عبئاً كبيراً على الدفاع التشيخي بمراوغاته الرائعة كما مرر الكرتين اللتين جاء منهما الهدفان قبل أن يترك مكانه في منتصف الشوط الثاني. وتألق في المباراة أيضاً أفضل لاعب في أوروبا الموسم الماضي بافل ندفيد الذي كان كتلة نشاط طوال الدقائق التسعين شأنه في ذلك شأن زميله السابق في يوفنتوس الإيطالي إدغار دافيدز. أما مدرب تشيخيا كاريل بروكنر فاضطر إلى إجراء تعديل بإشراك مارتن جيرانيك مكان رينيه بولف المريض. خاض المنتخبان مباراة رفيعة المستوى هي الأجمل في البطولة حتى الآن واستحق المنتخب التشيخي الفوز لأنه كان الأفضل طوال المباراة. وبدأت هولندا بداية صاعقة عندما حصلت على ركلة حرة رفعها روبن داخل المنطقة وتابعها المدافع ويلفريد بوما غير المراقب برأسه داخل الشباك مسجلاً أسرع هدف في البطولة حتى الآن وأول هدف في مسيرته الدولية. ثم نجح المنتخب "البرتقالي" في إضافة هدف ثان إثر لعبة ممتازة عندما مرر دافيدز كرة باتجاه روبن فكسر الآخير مصيدة التسلل ومررها بسرعة عرضية باتجاه فان نيستلروي الذي تابعها داخل الشباك من مسافة قريبة. وارتكب فيليب كوكو خطأ قاتلاً عندما مرر كرة عرضية فانقض عليها مهاجم ليفربول السريع ميلان باروش وانطلق بها مراوغاً المدافع العملاق ياب ستام قبل أن يمرر كرة باتجاه كولر غير المراقب فسدد الكرة من مسافة قريبة داخل الشباك مقلصاً الفارق. وقام ندفيد بمجهود فردي رائع ومرر كرة عرضية باتجاه كولر الذي حضرها ممتازة بصدره إلى باروش فأطلقها من حافة المنطقة في سقف الشبكة مسجلاً هدفاً جميلاً، وهو الهدف الثاني لباروش فلحق بخماسي صدارة الهدافين. وتأزمت الأمور بالنسبة إلى هولندا عندما طرد الحكم الإسباني ميخيتو غونزاليز مدافعها جون هيتينغا لتلقيه الإنذار الثاني فأكمل ربع الساعة الأخير بعشرة لاعبين لمخاشنته ندفيد. واستغل المنتخب التشيخي النقص العددي في صفوف منافسه ليسقطه بالضربة القاضية بتسجيله هدفاً ملعوباً عندما مرر باروش كرة باتجاه هاينز سددها الأخير من خارج المنطقة وتصدى لها فان در سار من دون أن يلتقطها فوصلت إلى بوبورسكي مررها خادعة باتجاه سميتشر المتربص أمام المرمى فتابعها بسهولة داخل الشباك. من جهته دافع ديك أدفوكات المديرالفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم عن نفسه عقب هزيمة فريقه أمام نظيره التشيخي 2-3 قائلا إنه أخرج لاعبه الشاب آرين روبن في الدقيقة 58 أفضل لاعبي الفريق وصانع الهدفين وأشرك مكانه بول بوشفلت لزيادة الضغط على خط وسط الفريق المنافس. وأوضح أدفوكات أنه بعد إجراء التغيير "أتيحت عدة فرص للفريق ليسجل أهدافا أخرى ولو استغلها لخرج فائزا 3-1 مشيرا إلى أنهفي مثل هذه المباريات الصعبة يجب ألا يهدر اللاعبين أي فرص". وكان هذا التغيير نقطة تحول حقيقية في المباراة لصالح المنتخب التشيخي حيث قضى على خطورة المنتخب الهولندي الذي بدأ المباراة بتصميم واضح على الفوز بعد التعادل مع المنتخب الالماني في المباراة الاولى بالمجموعة. وقال توماس روزيكي صانع ألعاب الفريق: "إن الفرق الكبيرة فقط يمكنها أن تحول هزيمتها بهذه الطريقة إلى الفوز". مشيرا إلى أن لاعبي المنتخب التشيخي يتميزون بالروح المعنوية العالية. ألمانيا - لاتفيا انتزعت لاتفيا نقطة تاريخية على حساب ألمانيا عندما أرغمتها على التعادل السلبي، وهي النقطة الأولى للاتفيا في مشاركتها الأولى في النهائيات الأوروبية. وأكدت لاتفيا أن تأهلها إلى النهائيات لم يكن وليد صدفة بل عن جدارة خصوصاً وأنها قدمت حتى الآن عرضين رائعين الأول أمام تشيخيا وخسرت بصعوبة 1-2 بعدما تقدمت 1-صفر، وأمام ألمانيا وانتزعت نقطة غالية وكان بإمكانها تحقيق الفوز لو استغل مهاجمها فيرباكوفسكيس الفرص التي سنحت له كما أن الحكم تغاضى عن منحها ركلتي جزاء واضحتين. في المقابل، لم يقدم المنتخب الألماني العرض المنتظر منه وبدا تائهاً في الملعب عكس مباراته الأولى ضد هولندا التي تعادل فيها 1-1. وباتت مهمة ألمانيا صعبة في تخطي الدور الأول لأن مباراتها الأخيرة ستكون صعبة ضد تشيخيا المرشحة بقوة للمنافسة على اللقب.