تفاعلت في واشنطن أمس تداعيات التهمة الموجهة إلى رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي بتزويد إيران معلومة استخباراتية أميركية بالغة الخطورة، في حين أكدت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس فتح تحقيق، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان مخبري مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي بدأوا اخضاع عدد من المسؤولين المدنيين في البنتاغون للفحص بجهاز كشف الكذب، لتحديد الذين سربوا المعلومة الى الجلبي، فيما طلب اعضاء في الكونغرس الاطلاع على مزيد من تفاصيل القضية. وكان مسؤولون بارزون في دوائر الاستخبارات الأميركية، رفضوا كشف أسمائهم، اتهموا الجلبي بابلاغ ايران نجاح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي في فك "شيفرة" الاتصال الداخلي للاستخبارات الايرانية، وتمكن واشنطن نتيجة ذلك من معرفة نيات إيران وتحركاتها في العراق. وكان الجلبي يعتبر الحليف الأقرب لواشنطن في العراق، الى أن قطعت علاقاتها به الشهر الماضي، ودهمت قوة أمنية عراقية - أميركية مقره ومسكنه في بغداد. وفي مقابلة مع وكالة "اسوشييتد برس" في النجف أول من أمس، جدد رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" انكاره التهمة، وتساءل: "كيف يمكنني معرفة معلومات كهذه؟ التهمة غبية من كل النواحي". تزامن ذلك مع تسليم وزير العدل الأميركي جون آشكروفت ورئيس "اف بي آي" روبرت مولر رسالة من محاميي الجلبي في واشنطن، نفيا فيها التهمة وطالبا بفتح تحقيق في المصادر التي سرّبتها الى الإعلام الأميركي. وذكر أعضاء في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ان اللجنة تلقت أول من أمس معلومات عن قضية الجلبي، لكنهم رفضوا الدخول في التفاصيل. ورفض رئيس اللجنة السناتور بورتر غوس التعليق المباشر على القضية، لكنه أشار إلى أنه لم يثق كثيراً في السابق بالجلبي، وأضاف: "اجراءات المراقبة أثبتت فاعليتها في القضايا المتعلقة بالجلبي". إلى ذلك، أكدت كوندوليزا رايس أن التسريب الذي سمح لإيران بمعرفة أن الأميركيين فكوا رموز اتصالاتها السرية، يخضع لتحقيق معمق، كما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس. وخلال جلسات الاستماع البرلمانية المغلقة التي عقدت الأربعاء، قالت رايس إن "اف بي آي" يسعى إلى معرفة الجهة التي نقلت معلومات حساسة إلى الجلبي، لا سيما تلك المتعلقة بفك رموز الاتصالات السرية. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت الأربعاء أن الجلبي أبلغ رئيس مكتب الاستخبارات الإيرانية في بغداد قبل ستة أسابيع، أن واشنطن كانت تفك رموز الاتصالات السرية لأجهزة الاستخبارات الإيرانية. ونفى مسؤول بارز في طهران هذه المعلومات. وأفادت "واشنطن بوست" ان محامي الجلبي شرحوا في رسالة وجهوها إلى اشكروفت وروبرت مولر ان التسريبات صادرة "عن الأشخاص ذاتهم في الحكومة الأميركية الذين قوّضوا عمل الرئيس بوش في العراق، وجعلوا الجلبي كبش محرقة".