قد يبدو التعرف الى حقبة معينة في تاريخ دولة من خلال مجموعة من السيارات فكرة غريبة، لكنها مثيرة وموجودة بالفعل، وتحديداً في العاصمة الاردنية. "متحف السيارات الملكي" في عمان سرد أنيق لجانب من تاريخ الاردن بدءاً من الملك عبدالله الاول بسيارته الكاديلاك ليموزين طراز 1948 وانتهاء بالسيارة التي أقلت جثمان الملك حسين في العام 1999. ينقسم المتحف الذي يرأسه الأمير حمزة إلى خمس قاعات رئيسية، تقدم الأولى للزائر لمحة عن تاريخ الاردن ومنها الى القاعة الرئيسية حيث السيارات التي استخدمها الملكان عبدالله الاول والحسين وقت كان طالباً، كما تحوي سيارة التتويج وغيرها من السيارات المهمة في تاريخ الاردن مثل سيارة المرسيدس 600 التي استقلها الملك حسين عند عودته الاخيرة الى أرض الوطن. وفي "الغرفة المستديرة" يوجد منظر ثلاثي الأبعاد لمدينة عمان، وصور لمواكب الملك الحسين مع شخصيات بارزة أو في مناسبات مهمة في شوارع عمان في الستينات والسبعينات. أما قاعة السيارات الكلاسيكية والرياضية فتحوي عدداً من السيارات الاميركية الكلاسيكية التي جمعها الملك الحسين، بالاضافة الى سيارات السباق والسيارات الرياضية التي استخدمها في سباقات مختلفة، وتعكس اهتماماته بطريقة شخصية. القاعة الأخيرة هي قاعة الرالي حيث سيارات الرالي التي كان يملكها الملك الراحل. وكان معروفاً عن الملك حسين ولعه بالسيارات والدراجات النارية والطائرات، وهو ما جعل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يقدم على إنشاء هذا المتحف. ودأب الملك حسين على زيارة مصانع السيارات في الخارج، وكان يختبر بنفسه منتجاتها، وكان يقول دائماً "إن السيارة الجيدة هي التي تتجاوب مع قدرات السائق وتحقق طموحه". سيارة "بويك" سوبر التي أُنتج منها 4700 سيارة فقط في العام 1940 كانت من السيارات المحببة للملك الحسين، وكان يستخدمها بصورة شخصية. ومن السيارات المثيرة للاهتمام في المتحف سيارة لينكولن 1952، وكان يستخدمها الملك حسين أثناء دراسته في بريطانيا، ثم استخدمت في حفل تتويجه في آيار مايو العام 1952. وكذلك سيارة "كاديلاك" 1956 وهي السيارة الأفخم التي طرحت في الولاياتالمتحدة الاميركية، ولم يصنع من طرازها سوى 955 سيارة فقط، وكانت هذه السيارة المصفحة هدية من الرئيس الاميركي ايزنهاور للملك الراحل، وقد استخدمها الملك حسين في زيارة قام بها الى العراق في الخمسينات. ومن أفخم السيارات في المتحف سيارة "روزلرويس" فانتوم 10 العام 1935 وكانت مصنعة يدوياً، ولم تصنع منها سوى 832 سيارة، وتختلف كل واحدة عن الاخرى، ولا توجد سيارتان متشابهتان. وقد استخدمت تلك السيارة في زفاف عدد من الامراء والاميرات مثل سمية وعائشة. وتنفرد السيارة "زيمر" بمكانة مميزة في المتحف وهي السيارة التي أهداها الملك فهد بن عبدالعزيز الى الملك الحسين. وكانت سيارة "بورش 959" من السيارات المحببة للملك حسين، وكذلك سيارة "مرسيدس بنز 600 البولمان" 1975 ذات المقاعد الخلفية المتقابلة والمزودة بحاجز زجاجي بين السائق وركاب المقاعد الخلفية. وقد صنعت كل سيارة على حدة حسب طلب العميل، فأنتجت تصميمات خاصة بالبابا والمستشار الالماني والرئيس الصيني ماوتسي تونغ، واستخدمها الملك حسين لدى عودته الاخيرة الى الاردن من مايو كلينيك يوم 19 كانون الثاني يناير العام 1999. يقع المتحف ضمن مشروع حدائق الحسين، وروعي في تصميمه التناسق والتناغم مع الحدائق حوله، بكلفة نحو مليوني دينار اردني. ويحوي كذلك قاعة للنماذج المصغرة من السيارات ومكتبة صغيرة وجناحاً للصيانة.