وجه الرئيس جورج بوش نداء الى المجتمع الدولي "لمساعدة العراقيين" في العملية السياسية، معترفاً للمرة الاولى بأن بإمكانهم مقاومة الاحتلال الاميركي، وبأن من يفعلون ذلك "ليسوا جميعاً ارهابيين". في الوقت ذاته وصف مستشار الاممالمتحدة السفير الاخضر الابراهيمي الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر بأنه "ديكتاتور العراق" بينما اعتبر محمود عثمان احد اعضاء مجلس الحكم المنحل انه "يتصرف مثل صدام حسين" راجع ص 3 و4 وشدد الرئيس العراقي الجديد غازي الياور على ان الهدف الاول الذي سيسعى الى تحقيقه هو اعادة الامن. وكشف في حديث تنشره "الحياة" والزميلة جريدة "المدى" العراقية، عن برنامج رئاسي من 17 نقطة، منها احتواء افراد الجيش والقوات المسلحة في مواقعهم السابقة او تعويضهم، وانجاز الاستعدادات للانتخابات في موعدها وتعزيز "الاخوة العربية الكردية" ومع القوميات الاخرى على اساس "الاتحاد الاختياري الحر، وفي اطار نظام ديموقراطي فيديرالي تعددي، وتحقيق المصالحة التي لا تعني "عفا الله عما سلف". راجع نص الحديث ص 10 في غضون ذلك كشف مسؤول بارز في حركة "الوفاق الوطني العراقي" التي يتزعمها علاوي ل"الحياة" ان حكومة علاوي ستتسلم الرئيس المخلوع صدام حسين من الاميركيين قبل موعد نقل السيادة آخر الشهر الجاري. وقال ان المطروح تكليف قوة امنية من "الوفاق" احتجاز صدام وحمايته طوال فترة محاكمته التي ستبدأ في تموز يوليو او آب اغسطس. وفي سياق الاتهامات الاميركية الموجهة الى زعيم "المؤمر الوطني العراقي" احمد الجلبي بالتعامل مع الاستخبارات الايرانية، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان جوهر تلك الاتهامات هو اطلاعه طهران على ان واشنطن نجحت في فك "الشيفرة" التي تستخدمها الاستخبارات الايرانية وجددت طهران و"المؤتمر" نفيهما تلك الاتهامات. وفي مقابلة تنشرها اليوم مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، قال بوش ان مهمة القوات الاميركية في العراق لا تزال صعبة، داعياً المجتمع الدولي الى التعاون لتحقيق الاستقرار في هذا البلد. وزاد: "انا لن احتمل ان يكون بلدي محتلاً". واضاف مشيراً الى المقاتلين العراقيين الذين يستهدفون قواته "ليسوا جميعاً ارهابيين، الانتحاريون هم كذلك، لا المقاتلين الباقين، انهم لا يتحملون الاحتلال. لا انا ولا اي شخص يمكن ان يوافق عليه لو كان في مكانهم، لذلك نعيد اليهم السلطة". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بوش قوله في المقابلة انه يسعى الى ازالة الخلافات بين واشنطنوباريس والتي تراكمت بسبب الحرب على العراق، واصفاً الرئيس جاك شيراك بأنه "صديق"، ومرحباً به في مزرعته في تكساس "اذا اراد المجيء لرؤية ابقار". وفي سياق رده على انتقادات وجهت الى "التدخل" الاميركي في اختيار اعضاء الحكومة الانتقالية، قال الابراهيمي ان واشنطن لا تزال القوة المهيمنة في العراق. كما كشف العضو الكردي في مجلس الحكم المنحل محمود عثمان عن "تهديدات" من بريمر والابراهيمي سبقت اختيار غازي الياور رئيساً للجمهورية. وتزامنت تلك الاتهامات مع تسلم 14 وزيراً من اصل 22 وزيراً تضمهم الحكومة الانتقالية، مراكز عملهم في اليوم الاول من عمر حكومة علاوي الذي عقد أول اجتماع للحكومة والتقى قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد، الذي زاره بعد الظهر. في نيويورك يجري اعضاء مجلس الامن اليوم محادثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ممثلاً الحكومة الانتقالية في المفاوضات على مشروع قرار مستقبل العراق لكن سفير روسيا اعتبر وفد زيباري غير كافٍ، داعياً الى محادثات مع علاوي. وعاد الابراهيمي الى نيويورك امس لتقديم تقرير الى المجلس فيما دفعت واشنطن نحو تبني القرار بسرعة يتزامن مع انعقاد قمة الدول الثماني الثلثاء المقبل. لكن اجواء المجلس تفيد بمقاومة الخطوة من دون ان تستبعدها كلياً ورحبت الاكثرية في مجلس الامن بالتعديلات التي أُدخلت على مشروع القرار الاميركي البريطاني لكنها طالبت بتوضيحات اضافية، وبفقرات جديدة، بعضها يتعلق باستكمال اغلاق نزع السلاح عبر لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنها ما يعالج العلاقة بين القوة المتعددة الجنسية والحكومة العراقية سيما في اطار العمليات العسكرية الكبرى المتوقعة. وفيما اقترحت فرنسا مهلة اسبوعين للتحقق من موافقة العراقيين على الحكومة الموقتة، اكدت روسيا ضرورة "التأكد الكامل من ان هذه الحكومة مقبولة لدى الشعب العراقي وجيران العراق ولدى مجلس الامن والاسرة الدولية. واعتبر مندوب الجزائر السفير عبدالله بعلي النص المعدل لمشروع القرار ايجابياً لكنه لفت الى اهمية "التطرق الى العلاقة بين الحكومة العراقية والقوة المتعددة الجنسية". وقال ل"الحياة" ان الدول المجاورة وكذلك الصينوفرنسا والمانيا وروسيا تريد "صيغة تقول ان للحكومة الفرصة للادلاء برأيها في كل الحالات، عندما يتعلق الامر بالعمليات العسكرية الكبرى، يكون لها حق الفيتو".