اعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ان المطلوب الرقم 19 على لائحة المطلوبين ال 26، عثمان هادي آل مقبول العمري، سلّم نفسه الى الجهات الامنية "استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين وسوف يعامل على ضوء ما تضمنته الدعوة الكريمة والتي تمثل فرصة عظيمة لكل من ظلم نفسه واسرته ومجتمعه كي يعود الى جادة الحق والصواب". وبدوره دعا عثمان العمري، لدى تسليمه نفسه ليل امس، المطلوبين الآخرين من عناصر الخلايا الإرهابية إلى الاستفادة من مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتسليم أنفسهم خلال شهر. ونقل الشيخ الدكتور سفر الحوالي الذي رتب موضوع الاستسلام شكر العمري لولي العهد السعودي ودعوته "بقية الإخوة الى الاستفادة من هذا العرض وهذه الفرصة وتسليم أنفسهم"، كما أعرب عن أمله في "أن يعمل ولاة الأمر على إسقاط الحق الخاص عن المتورطين حتى يتشجع البقية من المطلوبين ويسلموا أنفسهم". وكان العمري سلم نفسه بترتيب خاص عن طريق الحوالي، وغادر قريته بني عامر في منطقة عسير بجنوب المملكة متوجهاً بسيارة إلى منزل الشيخ سفر الحوالي في جدة الذي اصطحبه بعد عصر أمس ليسلمه إلى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز. وبموجب الترتيب وعهد الأمان سمحت نقاط المراقبة والتفتيش الأمني السعودية للسيارة التي كانت تقل العمري بالمرور من دون أي عائق. وكشف الحوالي عن اتصالات تجري مع عدد من المطلوبين الذين أكدوا رغبتهم في الاستسلام تجاوباً مع المبادرة، وقال: "هناك اتصالات مع العديد من المطلوبين وأتوقع بمشيئة الله أن يستسلموا قريباً". وعثمان العمري هو ثاني مطلوب من قائمة ال26 التي أعلنتها السلطات السعودية في كانون الأول ديسمبر الماضي يسلم نفسه بعد صعبان بن محمد الشهري الذي سلم نفسه الى السلطات السعودية وعاد إلى قريته الأسبوع الماضي. وكان ولي العهد السعودي أعلن الأسبوع الماضي عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بالعفو عمن يسلم نفسه من الذين تورطوا في الأعمال الإرهابية خلال مهلة شهر. ومنحت المبادرة الأمان للمطلوبين لكنها تركت للافراد المتضررين من الأعمال الإرهابية الحق في مقاضاتهم أمام القضاء أو التخلي عن حقوقهم. وجاءت المبادرة بعد الضربة الناجحة التي وجهتها قوات الأمن السعودية الى تنظيم "القاعدة" بقتل زعيمه في المملكة عبد العزيز المقرن وثلاثة من اعوانه في 18 حزيران يونيو الحالي في الرياض. وقالت السلطات ان العفو المعروض يمثل الفرصة الأخيرة للمطلوبين متوعدة بأنها ستعمد بعدها الى الضرب بشدة. وفي هذا الصدد أكد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز مجدداً أول من أمس أن قوة الدولة السعودية ضد "المستمرين في طريق الإرهاب" ستظهر بعد انتهاء المهلة، وقال في لقاء مع مواطنين في جدة "بعد مهلة الشهر ستكون القوة أقوى، وهذه فرصة لمن يريد أن يعود إلى الصواب". وأعرب الأمير نايف عن أمله في أن "يستسلم الجميع أو على الأقل أكثرهم"، وأضاف "نأمل في أن يكون هذا العفو بمثابة باب مفتوح لمن شذّ ليعود إلى رشده، أما من كابر واستمر فلن يجد إلا القوة والدولة، ولله الحمد، قوية".