استيقظ الإيرانيون أمس، على حادث سير مروّع تضاربت الأنباء حول حصيلة ضحاياه التي يتخوف من أن تصل إلى مئتي قتيل، بعدما اصطدمت شاحنة صهريج تحمل وقوداً، بعدد من الحافلات المصطفة عند نقطة للتفتيش تابعة للشرطة في جنوبإيران. وتكمن مأساة الحادث في أنه وقع في نصرت آباد على الطريق من زهدان الى بم التي أصابها زلزال اسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص. وتسبب الحادث الذي وقع مساء الخميس قرب زهدان، جنوب شرقي ايران، باشتعال النيران في صهريج بنزين، ما اسفر عن انفجار مدو طاولت قدرته التدميرية الحارقة كل ما كان حوله. وأدى الحادث الى احتراق ست حافلات كانت متوقفه عند نقطه تفتيش للشرطة. وتحول المشهد الى مسرح للموت ذلك ان كل حافلة كانت تقل اكثر من اربعين راكباً. وتعذر التعرف على كثير من الجثث بعدما تفحم معظمها. وقال الهلال الاحمر الايراني ان ما لا يقل عن تسعين شخصاً قتلوا. وأعلن نوربخش مسؤول المنظمة في زهدان أن "تسعين جثة انتشلت"، مشيراً الى ان الهلال الاحمر ورجال الاغاثة هرعوا الى مكان الحادث فور وقوعه مع سيارات اسعاف وتجهيزات طبية". وقال ان آخر التقارير تحدثت عن سقوط 114 جريحاً نقلوا الى مستشفيات زهدان. لكنه اضاف: "قد يرتفع عدد القتلى". وتخوفت مصادر الهلال الاحمر الايراني من ارتفاع حصيلة الضحايا الى 200 قتيل. ويعج طريق نصرت آباد حيث وقع الحادث، بنقاط التفتيش، باعتباره رئيسياً ويستخدمه مهربو المخدرات من أفغانستان وباكستان الى الغرب. وعزت الشرطة الايرانية اسباب الحادث الى فشل السائق في السيطرة على شاحنة الصهريج لفقدان المكابح او لعدم معرفته بالمنطقة، او لتسلل النعاس الى عينيه، ذلك ان الحادث وقع قبيل منتصف الليل بقليل. كارثة مروعة وقال حيدر علي نوراي حاكم زهدان: "الكارثة مروعة حتى أننا لا يمكننا تحديد معالم الوجوه ولا يمكننا التفرقة بين الجثث". ولفت إلى أن الحادث وقع عندما عجز سائق الشاحنة عن التوقف، واصطدم بحافلة تقف عند نقطة تفتيش شرطة نصرت آباد. واشتعلت النيران على الفور بالشاحنة الصهريج، وامتدت في محيط خمسين متراً الى ست حافلات وخمس شاحنات متوقفة، اثنتان منها لنقل القطران الذي تسبب بحريق هائل. وعرض التلفزيون لقطات لجثث متفحمة الى درجة يتعذر معها تحديد هوية أصحابها. وشوهدت ساعة ذهبية ملتصقة بذراع محترق حتى العظم. ومن بين القتلى سائقا الشاحنتين وعدد كبير من الأشخاص من ركاب الحافلات. ونقل الجرحى إلى المستشفيات في مدن مجاورة. وقال حسين على شهرياري عضو البرلمان عن زهدان إن نقطة التفتيش أقيمت في موقع سيئ عند منحنى حاد. وأضاف لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، ان "القيام بالتفتيش في هذه النقطة يتم باستخدام وسائل تعود الى العصر الحجري"، لافتاً إلى أنه "نرى دائماً الكثير من الحافلات والسيارات التي تحاصر في طوابير عند هذا الحاجز". ويذكر أن في إيران واحداً من أعلى معدلات حوادث الطرق في العالم. وتسجل 5 وفيات كل ساعتين.