أكد مصدر أمني سعودي ل"الحياة" ان قرار القيادة السعودية منح الارهابيين مهلة شهر لتسليم أنفسهم لا يعني ان القوات الامنية "ستقف مكتفة الايدي أمام أي تحرك لتلك الجماعات، بل ستقوم بدورها في تحقيق الامن والأمان والقبض على كل مفسد وعابث". واضاف المصدر ان المملكة "لن تتردد في ضرب الخلايا المتطرفة وملاحقتها ومطاردتها للقبض على عناصرها أو قتلهم"، مؤكداً ان النداء "واضح، ولا يعني ان الحكومة في موقف ضعيف بل في موقف قوي، ومنحها المهلة يعكس حرصها على ارساء الامن والاستقرار للسكان والزوار". وكان عرض القيادة السعودية لاقى ترحيباً واسعاً من مختلف الاوساط السعودية التي رأت فيه تطبيقاً لمبدأ "العفو عند المقدرة" ونصحت المطلوبين بالاستفادة منه لأنه فرصة لن تتكرر. من جهة ثانية، ذكر مصدر ديبلوماسي غربي في الرياض ان سفراء الدول الغربية لدى المملكة سيلتقون الاحد في جدة وزير الخارجية الامير سعود الفيصل للبحث في الطرق الآيلة الى حماية الاجانب من الهجمات الارهابية وتكثيف الاجراءات الامنية. واشار المصدر الى ان الاجتماع سيبحث ايضاً في إمكان منح تعويضات حكومية الى ضحايا الارهاب، بما فيها تعويضات عن الممتلكات التي تركها الاجانب في المملكة اثر تعرضهم لهجمات. ويتوقع ان يضم الاجتماع ديبلوماسيين من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول اخرى من مجموعة الثماني وكذلك من الدول الغربية وجنوب افريقيا واستراليا ونيوزيلندا. وكان وزير الخارجية السعودي قال اول من امس في مؤتمر صحافي ان اجتماعات ستعقد مع ممثلي الجاليات الغربية في المملكة لطمأنتهم الى الاوضاع الامنية وحرص السلطات على توفير الامن للمواطنين والمقيمين. وجددت الولاياتالمتحدة أول من أمس تحذير رعاياها للمرة الثانية في اقل من اسبوع من السفر الى السعودية كما نصحت اولئك الموجودين فيها بمغادرتها فوراً بسبب وجود تهديدات ارهابية. ويكرر هذا التحذير ما اعلنته الخارجية الاميركية في منتصف نيسان ابريل وما اصدرته لاحقاً إثر قتل الرهينة الاميركي المهندس بول جونسون بيد متطرفين من تنظيم "القاعدة". ويذكر ان قوات الامن السعودية قتلت زعيم هذه المجموعة عبد العزيز المقرن وثلاثة من اعوانه في يوم مقتل الرهينة نفسه. وكان وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز استبعد أن تمدد مهلة الشهر التي منحت للإرهابيين لتسليم أنفسهم، وقال: "انه شهر لا غير" و"على من أراد السلامة أن يغتنم الفرصة". ونفى أن يكون للاستخبارات المركزية الاميركية أي دور في عملية الملز التي قتل فيها زعيم تنظيم "القاعدة" في المملكة عبد العزيز المقرن وثلاثة من رفاقه مساء الجمعة الماضي، لكنه أشار إلى وجود تعاون في مجال المعلومات بين الرياض وعدد من العواصم الأوروبية والإسلامية والعربية إضافة إلى واشنطن. كما نفى وزير الداخلية بشدة أن تكون الخلايا الإرهابية اخترقت الأجهزة الأمنية أو أن بعض رجال الأمن يتعاطف معها في سبيل الحصول على سيارات شرطة وملابس رسمية وأسلحة، وقال: "الأمن السعودي برجاله أكرم واشرف من أن يكون فيهم أو منهم من فيه هذه الصفة"، وزاد: "ثقوا كل الثقة في هذا الأمر". وردا على سؤال اوضح انه "من حيث المبدأ للمواطن الحق في حمل السلاح باذن، وكذلك للمقيم اذا كان يشعر بالخطر شرط حصوله على اذن، وأقصد السلاح الفردي الذي يمكن ان يحمله اي كان في بلده".