دعت الولاياتالمتحدة أمس رعاياها المقيمين في السعودية إلى مغادرتها، كما أمرت عائلات ديبلوماسيها وموظفيها غير الضروريين والعاملين في السفارة والقنصليات في الرياض في جدة والظهران بالمغادرة خوفاً من وقوع اعتداءات إرهابية ضدهم. وفي بيان وجهته وزارة الخارجية الاميركية، عبر موقعها على الانترنت، حذرت المواطنين الاميركيين من السفر إلى السعودية، أما المقيمون حالياً فقالت انها "تحثهم بقوة" على المغادرة. واشار التحذير إلى ورود معلومات "موثوق بها" حديثاً تشير إلى أن المتطرفين يخططون لهجمات جديدة ضد الولاياتالمتحدة والمصالح الغربية، وانها لذلك "تود أن يتذكر المواطنون الاميركيون دائماً إمكان حدوث أعمال إرهابية ضدهم في الخارج وخصوصاً في منطقة الخليج". وأوضح البيان انه لهذا السبب أمرت الوزارة عائلات الديبلوماسيين والموظفين غير الضروريين في سفارتها وقنصلياتها في السعودية بالمغادرة، وطلبت من الرعايا الاميركيين الذين سيبقون في المملكة أن يكونوا حذرين. وأشارت إلى أن "المعلومات الموثوق بها" تشير إلى أن الإرهابيين لا يزالون يستهدفون المجمعات السكنية في السعودية خصوصاً في منطقة الرياض، وذكرت مصادر السفارة الاميركية في الرياض أن عائلات الديبلوماسيين تستعد للمغادرة في اقرب وقت ممكن وان السفارة ستحدد اليوم الموظفين غير الضرورين. ويأتي هذا التحذير والطلب الاميركي في وقت لاحظت "الحياة" أن السلطات الأمنية السعودية شددت إجراءاتها الأمنية لحراسة منطقة الحي الديبلوماسي في الرياض، فأصبح الدخول الى الحي الذي توجد فيه السفارة الاميركية ومعظم السفارات العربية والأجنبية ومقار السكن مثل الدخول إلى قلعة. ووضعت عند كل مدخل من مدخلي حواجز اسمنتية لا تسمح بالمرور إلا لسيارة واحدة. ولم تعلق المصادر السعودية الرسمية على التحذير الاميركي الجديد لكنها "لم تستغربه". وفي الوقت نفسه لا تزال قوات الأمن السعودية بمختلف وحداتها تقوم بعمليات تمشيط وتفتيش واسعة في المناطق المحيطة بالعاصمة السعودية، خصوصاً في منطقة العيينة حيث هرب إرهابيون مسلحون بعد أن أطلقوا الرصاص يوم الأربعاء الماضي على سيارة لدورية حراسة أمنية من المجاهدين في المنطقة فقتلوا احد أفراد الأمن، وجرحوا آخر، وتشارك طائرات مروحية في عمليات التمشيط في المنطقة التي تتميز بوجود أودية ومزارع وكهوف فيها. كما تتابع قوات الأمن عمليات البحث والتمشيط في المنطقة الواقعة في شمال الرياض حتى منطقة القصيم بحثاً عن إرهابيين قتلوا أربعة من رجال الأمن على طريق الرياض - القصيم يوم الثلثاء الماضي. وذكرت أنباء لم تؤكدها السلطات رسمياً أن أجهزة الأمن نجحت في القبض على عدد من العناصر الإرهابية التي هربت بعد اشتباك يوم الاثنين الماضي في حي "الفيحاء" شرق الرياض. وتعيش قوات الأمن السعودية حال "طوارئ قصوى" لتشديد ملاحقتها ومطاردتها للمطلوبين وغير المطلوبين من العناصر الإرهابية.