بدت الولاياتالمتحدة أمس متيقنة أن تنظيم "القاعدة" بات على وشك تنفيذ هجوم كبير يستهدف مصالحها في السعودية، وربما أيضاً داخل الأراضي الأميركية نفسها. وفي حين حذّر مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي وكالات الأمن المحلية في المدن الأميركية من ان خلايا تابعة ل"القاعدة" تستعد على ما يبدو لهجوم جديد، قالت مصادر أميركية ان التحذير من عملية "وشيكة" يعتمد الى حد كبير على المعلومات التي تجمّعت لدى السلطات السعودية حتى الآن عن "خلية القاعدة" التي نفّذت اعتداء الرياض ضد المجمعات السكنية التي يقطنها أجانب الأسبوع الماضي. وذكرت وسائل إعلام أميركية ان السعوديين يعتقدون بأن "الخلية" المسؤولة عن الهجمات في الرياض لم تكن سوى واحدة من خلايا عدة تراوحت التقديرات في شأنها. إذ ذكر بعض المصادر انها ثلاث خلايا في حين ذكرت أخرى انها خمسه. وأشار بعض المعلومات الى ان خلايا تستعد لتنفيذ هجمات انتحارية جديدة على غرار هجمات الرياض التي قُتل فيها نحو تسعة انتحاريين. وذكرت المصادر ذاتها ان بعض عناصر هذه الخلايا غادر السعودية قبل أيام، الأمر الذي يرجّح ان هجمات جديدة ربما كانت تُحضّر في الخارج. ويبدو ان الأميركيين ربطوا بين هذه المعلومات واعتقالهم عربيين "يرصدان" أماكن معيّنة داخل الولاياتالمتحدة، وخلصوا الى ان تنظيم "القاعدة" لم ييأس على ما يبدو من تنفيذ هجوم جديد داخل أميركا نفسها. وفي حال وقوع مثل هذا الهجوم على الأراضي الأميركية، فإنه سيكون الأول منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 التي استهدفت واشنطن ونيويورك. وقال مكتب التحقيقات الفيديرالي في تحذيره ان هجمات الرياض تشير الى ان خلايا "القاعدة" ما تزال "ناشطة وعلى قدر كبير من القدرة" على تنفيذ مزيد من العمليات ضد المصالح الأميركية في أنحاء العالم. ودعا توم ريدج، وزير الأمن الداخلي الأميركي، في كلمة أمام لجنة فرعية في الكونغرس أمس، الأميركيين الى توخي الحيطة والحذر من إمكان وقوع هجمات جديدة. ويقول مراقبون ان تنظيم "القاعدة" يطمح بالطبع الى تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأميركية، لكنه يعرف ان ذلك بالغ الصعوبة نظراً الى الإجراءات الأمنية الكثيفة التي اعتمدتها أجهزة الأمن الأميركية منذ هجمات 11 ايلول. ويضيفون ان المرجح ان يلجأ التنظيم الى تنفيذ هجمات مجدداً ضد "أهداف سهلة" في أنحاء العالم، تستهدف خصوصاً الأماكن التي يرتادها غربيون مثل الفنادق والملاهي الليلية والمطاعم على غرار العملية التي حصلت في بالي العام الماضي. ويشير هؤلاء الى ان ما يُقلق أجهزة الأمن الغربية هو ان خلية "القاعدة" التي نفّذت العام الماضي هجومي مومباسا في كينيا ضد فندق وطائرة اسرائيلية لا تزال ناشطة ولم يُعتقل أي من أفرادها، الأمر الذي يوحي بأنها لا تزال قادرة على استخدام صواريخ أرض - جو من نوع سام لضرب طائرات مدنية. وقال مسؤولون أميركيون أمس ان الأجهزة الأمنية ستصدر تقويماً "يومياً" لدرجة الخطورة من عمل إرهابي، علماً ان مكتب التحقيقات لم يرفع حتى الآن مستوى التأهب الأمني داخل الولاياتالمتحدة. وأفيد أمس ان عدداً كبيراً من الأميركيين العاملين في السعودية غادروا المملكة أو هم على وشك المغادرة، بعد تحذير اصدرته وزارة الخارجية يطلب عودة الأميركيين الذين لا حاجة ضرورية لوجودهم في المملكة.