سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باول يعتبر الجريمة دافعاً للاميركيين والسعوديين لمضاعفة جهود مكافحة الارهاب وسفيره في المملكة يدعو الى ملاحقة قتلة جونسون . الرياض توجه ضربة كبيرة للارهابيين بقتل المقرن و 3 مطلوبين بعد "نحر" الرهينة
وجهت قوات الأمن السعودية ليل أمس أكبر ضربة موجعة إلى الارهابيين فقتلت زعيمهم في المملكة عبد العزيز المقرن وثلاثة آخرين إثنان منهم من قائمة المطلوبين ال26 يرجح انهما فيصل وبندر الدخيل. وجاء هذا النجاح الكبير للسلطات السعودية بعد بضع ساعات على إعلان خاطفي الرهينة الاميركي بول مار شال جونسون تنفيذ تهديدهم بقتله وبثّهم صوراً لجثته مقطوعة الرأس على موقع على شبكة الانترنت، بالرغم من مناشدات عائلته لهم بانقاذ حياته. وعثر لاحقاً على الجثة في استراحة بحي المونسية في أقصى شرق الرياض، وهو ما قاد قوات الامن الى رصد مكان وجود الخلية الارهابية حيث اطبقت على عناصرها في حي الملز بوسط الرياض، وتبادلت معهم اطلاق النار فسقط اربعة من الارهابيين على رأسهم المقرن الذي يصف نفسه بانه زعيم تنظيم "القاعدة" في منطقة الخليج. وحتى وقت متقدم من الليل كان رجال الامن لا يزالون يضربون طوقا محكما على الموقع فيما حلقت مروحيات عسكرية فوقه، وعلم ان عددا غير قليل من الارهابيين اعتقل فيما جرت مطاردة لاثنين فارين لم تعرف هويتهما. وذكرت مصادر ان اصابات سجلت في صفوف رجال الامن. وكان بيان بإسم تنظيم "القاعدة" مرفق بصور لجونسون الذي وضع رأسه فوق جثته، قال انه "تم نحر الاسير الاميركي" بعد انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون للافراج عن زملائهم في سجون المملكة. وأكد القتلة في بيانهم انهم "ماضون على هذا الطريق". ومعروف ان السلطات السعودية والاميركية رفضت التفاوض مع الخاطفين الذين أمهلوها 72 ساعة انتهت عصر أمس، لئلا يشكل ذلك سابقة تشجع الارهابيين. وأثار نبأ مقتل الاميركي موجة استياء عارمة رسمية وشعبية في المملكة والعالم، خصوصا ان إمام المسجد المكي الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد دعا امس في خطبة الجمعة الى وقف الهجمات على غير المسلمين في السعودية ووقف احتجاز الرهائن، وقال ان "كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء والنفوس المحرمة عمل إجرامي محرم مخالف لاحكام شرع الله". واضاف ان "قتل النفس بغير حق من اكبر الكبائر وهي قرينة الاشراك بالله ... وأهل الذمة والمعاهدون والمستأمنون محفوظة حقوقهم في ديار الاسلام يستوون في ذلك مع المسلمين فلا يصح ايذاؤهم والتعدي عليهم في انفسهم ولا اموالهم ولا ممتلكاتهم ولا أهلهم". واعتبر امام المسجد النبوي الشريف الشيخ علي الحذيفي ان "من الجرائم العظام خطف المستأمنين غير المسلمين واغتيالهم وهو خيانة وغدر ودناءة ومهانة يعاقب عليها الله عقابا شديدا". ورأى الشيخ محمد النجيمي، عضو مجلس الفقه الدولي واستاذ الشريعة في كلية الملك فهد الامنية بالرياض، في جريمة قتل جونسون "خرقاً لكل المعاني الاسلامية التي تحرم قتل النفس"، وتوقع ان تكون تداعيات الجريمة على المسلمين "خطيرة" وان تكون "الاساءة الناجمة عنها الى الجاليات الاسلامية في الخارج شديدة". ومنذ خطف الاميركي شنت الأجهزة الأمنية حملات تفتيش واسعة في العاصمة والمناطق المتاخمة لها، كانت اكبرها امس في احياء الجزيرة والعقيق والصحافة شمال الرياض، وشهد حي السويدي الذي ينشط فيه بعض المشبوهين انتشاراً امنياً كثيفا. وقدر مسؤولون أمنيون عدد القوات المشاركة في الحملات بنحو 15 الف رجل. واصدر السفير الاميركي في الرياض جيمس اوبرويتر بيانا وصف قتل الرهينة بانه "جريمة وحشية غير انسانية تتجاوز كل حدود الشعوب المتحضرة" وحض الحكومة السعودية على "مواصلة جهودها لمحاسبة قتلة جونسون اضافة الى اولئك الذين ارتكبوا جرائم ارهابية اخرى في المملكة". وفي واشنطن، دان وزير الخارجية الاميركي كولن باول "العمل البربري الذي يظهر ان العالم يتعامل مع نوع من الاشخاص يذبحون او يقتلون اي برىء بدم بارد"، وقال ان الجريمة "يجب ان تشكل دافعا لنا وللسعوديين لمضاعفة جهود ملاحقة الارهابيين وكل من يدعمهم". واضاف "مشاعرنا وافكارنا تتجه في هذا الوقت الصعب الى عائلة جونسون". وكانت شبكات التلفزة الاميركية قطعت برامجها المعتادة لاعلان خبر قتل جونسون. وندد المعلقون بالجريمة، مشيدين في الوقت نفسه بجهود السلطات السعودية التي قامت بكل ما يمكن للعثور على المخطوف قبل مقتله. من جهة ثانية، تمكنت سلطات الامن السعودية مساء أمس من القبض على أحد المطلوبين امنيا في الدمام شرقي البلاد. وقال احد الشهود ان المعتقل من سكان حي الزهور في المدينة ويقيم في المنزل حيث اعتقل، منذ قرابة اربع سنوات مع عائلته، وهو يعمل في احدى شركات القطاع الخاص وكان يقوم بانشطة اجتماعية مثل عقد حلقات لتدريس القرآن الكريم لابناء الحي. وكانت قوات الامن طوقت احد الشوارع الفرعية في الحي المكتظ بالسكان عند الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي، واستمرت عملية المحاصرة حتى الساعة الخامسة عندما استسلم المطلوب بدون اطلاق النار. وقام رجال الامن بعد ذلك بتفتيش منزله وسيارته وشوهدوا وهم ينقلون حاسوبا.