عادت الحياة الطبيعية الى مدينة ينبع أمس بعد الهجوم الارهابي الذي شهدته المدينة والمطاردات بين قوى الأمن وأربعة من الارهابيين والتي اسفرت عن مقتل خمسة من المقيمين الغربيين وأحد جنود الحرس الوطني إضافة الى الارهابيين الأربعة. وعززت الاجراءات الامنية حول المقار الرسمية والمصانع والشركات الصناعية والمجمعات السكنية للاجانب في المدينة التي تقع على ساحل البحر الاحمر. وانتشرت دوريات مكثفة لقوات الحرس وقوات الامن. وفيما انشغل مسؤولون أمنيون بالتحقيقات في الحادث الذي فاجأ المدينة المعروفة بهدوئها، عقد ديبلوماسيون غربيون بينهم السفير البريطاني شيرارد كولز اجتماعات مع رعاياهم في فندق "هوليداي ان" الذي لا تزال أثار الرصاص تغطي مدخله. وكان المهاجمون الاربعة حاولوا دخول الفندق لكنهم فشلوا بعد تصدي الحراس لهم قبل ان يهاجموا اهدافاً اخرى في المدينة. وزار ديبلوماسيون اميركيون وبريطانيون وآخران، استرالي وكندي، المستشفيين اللذين نقل اليهما الجرحى واجتمعوا مع مسؤولين محليين لتقريرالموقف من بقاء رعاياهم او ترحيلهم. وذكر ديبلوماسيون اميركيون وفدوا الى المدينة انهم سيعملون على ترتيب اجراءات سفر من يريد من رعاياهم الرحيل، مشيرين الى ان وزارة الخارجية سبق ان طلبت من الرعايا مغادرة المملكة. واعلن السفير البريطاني في مؤتمر صحافي في ينبع انه يعمل مع "اصدقائنا السعوديين لتقويم الوضع". واشار الى ان قرار اجلاء 200 من الرعايا البريطانيين وعائلاتهم من المدينة يحتاج الى يومين على الاقل، وان ذلك سيتم بالتنسيق مع السلطات السعودية. ولوحظ ان السلطات الامنية في المدينة تحفظت عن تقديم اي معلومات عن نتائج التحقيقات في دوافع الارهابيين وانتماءاتهم وهوياتهم، وان كان قد تردد في المدينة ان المهاجمين الاربعة هم من سكان ينبع ومن عائلة واحدة هي "الانصاري". وروى سكان في ينبع ان المهاجمين الاربعة الذين قتلوا احد أفراد قوات الحرس الوطني وجرحوا ثمانية عشر من رفاقه ومن قوات الامن كانوا يصيحون أثناء مرورهم بشوارع المدينة "الجهاد الجهاد يا اخوان" قبل ان تلحق بهم القوات الامنية وتشتبك معهم وتردي ثلاثة منهم وتصيب الرابع الذي توفي بعد ذلك في المستشفى. من جهة ثانية، توفي مساء امس في المستشفى أحد جرحى تفجير مجمع الامن العام في شارع الوشم بالرياض الجندي ابراهيم علي سعد القرني متأثراً بجروحه التي اصيب بها في 21 نيسان ابريل الماضي. ولاقى الهجوم في ينبع استنكارا محليا وعربيا ودوليا، فدان مجلس الوزراء الكويتي الحادث واكد وقوف الكويت الى جانب السعودية في مواجهة الارهاب، وكذلك دولة قطر التي اعتبرت "ان مثل هذه الاعمال الارهابية يتنافى وتعاليم الدين الاسلامي والقيم الانسانية والاخلاقية". ودان الهجوم مجلس الشورى السعودي ودعا إلى الوقوف مع الدولة في التصدي للفئة الضالة. وقال الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي "انه لا يستفيد من هذه الاعمال الاجرامية إلا أعداء الاسلام". واكد وزير العدل السعودي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ في بيان امس ان "محاولة فئة ضالة اتخذها عدو الامة معولاً للنيل من بلد الأمن السعودية ستبوء بالفشل". فيما اعتبرت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المملكة الهجوم "عملاً ارهابياً غير مشروع" داعية العلماء الى بيان حرمة هذه الانتهاكات، والتصدي لها بالحجة والبرهان. تحذير اميركي وفي واشنطن، أصدرت وزارة الخارجية تحذيرا لرعاياها في المملكة يحضهم على مغادرتها. ويعتبر هذا التحذير الثاني في أقل من ثلاثة أسابيع. وقال بيان أن "وزارة الخارجية تنصح بشدة الرعايا الأميركيين بمغادرة السعودية". ويقيم في المملكة حوالى 35 ألف أميركي يعملون في قطاعات اقتصادية حيوية كقطاعي النفط والأدوية. وفي استوكهولم، اعلن مدير الاعلام في شركة "اي بي بي" السويسرية السويدية بيورن ايبلوند ان الشركة اتخذت امس قراراً بسحب 120 موظفاً لديها من ينبع ووقف مساهمتها في مشروع تكرير كيماوي ينفذ هناك. وكان الهجوم الارهابي أثار مخاوف اسواق النفط من ان يشن المتطرفون هجمات تزعزع البنية الاساسية لاكبر مصدر للنفط في العالم. وقال بيتر جينو المستشار النفطي في شركة "جي دي بي اسوسييشن" في نيويورك ان تجار النفط سيأخذون ما حدث على اسوأ محمل.