أكد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، غداة نجاح قوات الامن في قتل زعيم تنظيم "القاعدة" في منطقة الخليج عبد العزيز المقرن وثلاثة من زملائه، ان الامن سيفرض في المملكة، حيث سادت امس اجواء ارتياح عارمة. وأثنى الرئيس جورج بوش على تصدي الاجهزة السعودية للارهابيين وشكر المملكة حكومة وشعبا على جهودها في مكافحة الارهاب. راجع ص 4 و 5. وأوصى الامير عبدالله خلال استقباله وفداً شعبياً من أهالي منطقة الجوف بضرورة الانتباه والحرص، ليصبح كل مواطن رجل أمن، وقال "أشكركم وآمل منكم الحرص والانتباه، وانتم رجال أمن لأن رجال الامن كلهم ابناء لكم". واضاف "نبهوا من ترون فيه إعوجاجاً الى أن الامن سيفرض عليه وعلى غيره وعلى كل معتد في الداخل والخارج". وكان ولي العهد السعودي الذي تلقى سيلا من الاتصالات من قادة العالم استنكارا لجريمة قتل الرهينة الاميركي بول جونسون وتأييدا لجهود المملكة في درء خطر الارهاب، أجرى أمس اتصالا هاتفيا بالرئيس الاميركي أعرب فيه عن تعازيه ومواساته في مقتل جونسون. واستنكر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير مقتل الرهينة الاميركي واكدا انها تشكل دافعا لزيادة جهود مكافحة الارهاب. وقال بلير ان الجريمة "تؤكد انه لا يمكن التفاوض مع الارهابيين ولا سبيل سوى القضاء عليهم". وتبادل السعوديون عبر هواتفهم الجوالة، التهاني بمقتل المقرن ورفاقه، وانتشرت في منتديات الانترنت مطالبات بصلبهم في ميدان عام، تنفيذاً لحكم الحرابة في الإسلام. واعتبر المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان مقتل المقرن "كان جزاء على ما اقترفه من إثم وعدوان في حق الضحية جونسون، وفي حق المسلمين في هذا البلد الذين روعهم ، ونشر الرعب بين قلوبهم". واضاف المفتي: "إن هذه الفئة التي لم ترد خيرا بأفعالها أحدثت في مجتمعنا المتآخي على التقوى ما لم يعهده من قبل، وما لم يتوقع أن يكون بين ربوعه، فارتكبت الآثام العظيمة وسفكت الدماء المعصومة، وأهدرت حرمة الأموال والأنفس". وتابع "إن حرب هذه الفئة لم تكن على المستأمنين والمعاهدين الذين حرمت دماؤهم فحسب، ولكن هي أيضا على اجتماع كلمتنا ووحدة صفنا". الى ذلك، واصلت قوات الامن السعودية أمس حملات الدهم والتفتيش في احياء الرياض بحثا عن جثة جونسون التي اكد امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبد العزيز للصحافيين انه لم يعثر عليها بعد. وطوقت قوى الامن مخارج الطرق السريعة المؤدية الى حي الربوة حيث فتشت اربعة منازل. واكدت مصادر امنية ل"الحياة" ان عمليات دهم جرت في احياء شرق الرياض وذكرت ان لدى الاجهزة الامنية بعض المواقع المحددة التي يعتقد بأن فيها بعض المطلوبين او ادلة تقود اليهم. وذكرت ان اجهزة الامن رصدت عدداً من السيارات التي قد يكون الارهابيون استخدموها في اعتداءاتهم. وبث التلفزيون السعودي لقطات لجثث المقرن ورفاقه الذين قال بيان لوزارة الداخلية انهم فيصل الدخيل وتركي المطيري وابراهيم الدريهم. واوضح ان قوات الامن اعتقلت 12 شخصا من المشتبه في تورطهم في الارهاب ويجري استجوابهم. والدخيل مطلوب لجرائم قتل راح ضحية احدها اميركي في الرياض. ويعتقد بأنه كان يعدّ لتولي قيادة خلايا "القاعدة" خلفاً للمقرن في حال اعتقاله أو قتله، لأن نشرة "صوت الجهاد" الناطقة باسم التنظيم الارهابي سعت الى ابرازه بشكل لافت اخيرا ومنحته الافضلية في كتابة افتتاحيتها. وقال بيان الداخلية ان المطيري كان احد الارهابيين الذين فروا بعد اعتداء الخبر في ايار مايو بينما شارك الدريهم في الاعداد لتفجير مجمع المحيا السكني في الرياض في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.