خيمت أجواء الترقب في دائرة صنع القرار الفلسطيني عشية وصول اللواء عمر سليمان، مدير جهاز الاستخبارات المصرية، الى رام الله وتل ابيب بانتظار سماع الرد الاسرائيلي على الشروط المصرية للعب دور في تطبيق خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. خلط موقف الفصائل الفلسطينية العشرة الرافضة لحصر التحرك المصري في دور "تأمين الاراضي الفلسطينية" الأوراق السياسية من جديد، ما اضفى مزيداً من الاهمية على زيارة مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، الذي من المقرر ان يصل الى رام الله حاملاً أجوبة اسرائيلية على المبادرة والشروط المصرية فيها. وأعلن مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن ابو لبدة ان سليمان سيلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع ابو علاء للبحث في الجهود المصرية في شأن خطة انسحاب اسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة. وأشار ابو لبدة الى ان من بين المواضيع التي ستناقش وثيقة تقدمت بها "كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح" تشمل شروطها لوقف العمليات ضد اسرائيل لعرضها على الجانب الاسرائيلي. وعلمت "الحياة" ان الوثيقة تتجاوز مسألتي "الحماية" من اسرائيل وعمليات الاغتيال التي تستهدف كوادر "الكتائب" وتحسين اوضاعهم المعيشية، الى المطالبة بالاعتراف بها ك"قوة" على الارض وليس دمجها في الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال مصدر قريب من "حماس" ل"الحياة" ان الحركة معنية بمواصلة العلاقات الحسنة مع مصر، لكنها لا تريد ان ينحصر دور دولة كمصر في "الأمن". واضاف المصدر ان "حماس" ترى في هذه العلاقات "مكسباً كبيراً للحركة"، وانها لا تريد ان تخسر هذا المكسب، "ولهذا كان انتقاد الحركة مهذباً". وأوضح ان "الحركة لا تتخوف من مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي، لكن تخشى ان يسهل الموقف المصري تطبيق خطة شارون وتمريرها". ورأى المصدر ان تصريحات وزير الخارجية المصري احمد ماهر والتي تحدث فيها عن أن الدور المصري لن يكون الا بعد انسحاب اسرائيلي "شامل" من القطاع، تكتسب أهمية بالغة عشية محادثات سليمان. وفي هذا الشأن، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة ان نتائج اجتماع اللواء سليمان مع الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه في رام الله تعتمد اساساً على ما ستتمخض عنه لقاءات الوزير المصري مع مسؤولين اسرائيليين في اليوم ذاته، بمن فيهم رئيس الوزراء ارييل شارون ورؤساء الأجهزة الأمنية الاسرائيلية. وأشارت المصادر ذاتها الى ان اسرائيل لم ترد بعد على الشروط المصرية للعب دور فاعل في مرحلة ما بعد الانسحاب من قطاع غزة وان الجانب المصري يتوقع تسلم هذا الرد خلال زيارة سليمان. ومن المتوقع ان يبلغ الرئيس الفلسطيني سليمان باسم الشخصية الفلسطينية التي ستتولى المسؤولية عن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة. وأكدت مصادر فلسطينية ان عرفات لم يكشف حتى اللحظة عن الشخصية التي وقع عليها الاختيار. وأشارت المصادر ذاتها الى ان الشخصية الأكثر قبولاً من بين الاسماء المقترحة هي اللواء صائب العاجز مسؤول جهاز الامن الوطني، فيما ترددت اسماء وزير الداخلية حكم بلعاوي والامين العام الرئاسة الطيب عبدالرحيم ووزير شؤون الأمن السابق محمد دحلان، اضافة الى اللواء نصر يوسف.