شن سلاح الجو الاسرائيلي امس غارتين على منطقة رفح، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مما أدى الى سقوط اربعة شهداء وجرح 12 آخرين، وهي المنطقة التي قرر ارييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية الاحتفاظ بها، بناء على توصية القادة العسكريين، في اطار خطة الانسحاب من طرف واحد من القطاع. وفيما كانت طائرات من نوع "آباتشي" تغير على تجمعات فلسطينية على طول الشريط الحدودي، شهدت شوارع مدينة غزة اشتباكاً بين الامن الفلسطيني واعضاء في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ادى الى مقتل مدني وجرح 23، غالبيتهم من عناصر الأمن. راجع ص 4 و5 واتهم الرئيس ياسر عرفات الحكومة الاسرائيلية بمحاولة "تدمير" قطاع غزة قبل الانسحاب المحتمل لقواتها، فيما حذر رئيس الوزراء احمد قريع ابو العلاء من ان يؤدي تصعيد العمليات الاسرائيلية في القطاع الى "تفجير الوضع" في الاراضي الفلسطينية. في موازاة ذلك، ذكرت مصادر اسرائيلية ان شارون اعتمد اقتراحاً قدمه وزير الدفاع شاؤول موفاز، خلال اجتماع مع كبار الضباط في الجيش والامن، يقضي بانسحاب كامل من قطاع غزة عدا الشريط الحدودي بين القطاع والاراضي المصرية، اضافة الى اخلاء بعض المستوطنات اليهودية "المعزولة" في الضفة الغربية. واشارت مصادر صحافية اسرائيلية الى ان حجم الانسحاب من الضفة لم يحدد بعد، مرجحة ان يتم ذلك في الايام المقبلة قبل توجه شارون الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش. وفي هذا السياق، اكدت مصادر اسرائيلية ان الزيارة باتت "مؤكدة" وانها ستجرى ما بين نهاية الشهر الجاري والثاني من نيسان ابريل المقبل. وربطت مصادر امنية اسرائيلية بين العمليات العسكرية في غزة وخطة الانسحاب من معظم القطاع. واجرى اسامة الباز مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية، في زيارة مفاجئة لرام الله، محادثات مع عرفات، استكمالاً لمحادثات مماثلة قام بها مدير جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان الاسبوع الماضي. في موازاة ذلك، قتل مدني وجرح 23 آخرون في اشتباك بين عناصر من "حماس" والاجهزة الامنية الفلسطينية وسط مدينة غزة صباح امس. ووقع الاشتباك عندما اوقفت دورية شرطة معززة بعدد من افراد أجهزة الامن، سيارة مدنية يقودها احد عناصر "كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حماس".