سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر ستساهم في توفير الامن على الحدود في اطار انسحاب اسرائيلي حقيقي من قطاع غزة . عرفات يؤكد بعد لقائه سليمان ان السلطة تستطيع السيطرة على المناطق الفلسطينية
في الوقت الذي انهى فيه مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان محادثاته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومسؤولين اخرين بشأن خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة في اطار تحركات ديبلوماسية تقوم بها القاهرة على هذا الصعيد لتبيان مدى جاهزية السلطة الفلسطينية لبسط سيطرتها على القطاع بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منه ولتنسيق المواقف، اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلية امس خمسة ناشطين فلسطينيين من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح". ويأتي المجهود المصري وسط تفاؤل اسرائيلي بالتوصل الى "تفاهمات" مع المصريين بشأن "الدور" الذي ستلعبه مصر في هذه العملية بحسب ما اعلنه وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي من المقرر ان يلتقي اليوم الخميس الرئيس المصري حسني مبارك لمناقشة خطة شارون الاحادية الجانب ل "فك الارتباط" مع الفلسطينيين. وأكد الرئيس الفلسطيني في ختام الاجتماع الذي استمر نحو ثلاث ساعات ان السلطة الفلسطينية "قادرة وعلى استعداد دائما وأبدا لتحمل مسؤولياتها في كافة المجالات". وذكر عرفات بان سيطرة السلطة الفلسطينية في المناطق "كانت قوية ومتينة ورائعة في المجالات الامنية والاقتصادية" منذ توليها السيطرة في عهد رئيس الوزراء الاسرائيليين اسحق رابين وشمعون بيريز. ودان عرفات مقتل خمسة ناشطين في جنين موضحا ان هذه "المجزرة" تاتي في اطار "الجرائم" الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني. وفي شان اللقاء المتوقع بين رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ونظيره الاسرائيلي شارون، اكد عرفات ان الجانب الفلسطيني يريد عقد اللقاء ولكن الطرف الاسرائيلي هو الذي يعطله. من ناحيته، اشار الوزير سليمان الى انه تم بحث "جميع القضايا وستأتي في اطار خطة خريطة الطريق". وشارك في الاجتماع عن الجانب الفلسطيني بالاضافة الى الرئيس عرفات وزيرا الداخلية حكم بلعاوي والمالية سلام فياض وعدد من اعضاء مجلس الامن القومي الفلسطيني الاعلى من بينهم العميد جبريل الرجوب. واكدت مصادر فلسطينية ل "الحياة" ان سليمان استمع من الجانب الفلسطيني الى استعدادات السلطة الفلسطينية للانسحاب الاسرائيلي المحتمل من قطاع غزة في اطار خطة شارون المبهمة التي ما زال الاسرائيليون والاميركيون يجهلون تفاصيلها. واستعرض سليمان مع الجانب الفلسطيني الموقف الاسرائيلي الذي استمع اليه من شارون خلال زيارته السرية الى مزرعة الاخير الاثنين الماضي حيث ناقش الطرفان خطة "الانفصال". وطلبت اسرائيل من مصر الاضطلاع بدور فاعل في الحفاظ على "الهدوء" والامن على الحدود المصرية - الفلسطينية والمساعدة في محاربة عمليات تهريب الاسلحة، حسب المصادر الاسرائيلية، عبر انفاق تربط بين الاراضي المصرية وقطاع غزة. ويأتي التحرك الديبلوماسي المصري الذي تسانده الولاياتالمتحدة التي تخشى من ان تدب "الفوضى" في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، في اعقاب تصريحات ادلى بها الرئيس المصري حسني مبارك وصف فيها خطة شارون بانها "فخ" تسعى اسرائيل من خلاله الى احداث مواجهة بين الفلسطينيين والمصريين. واكدت مصادر ديبلوماسية مصرية ان مصر "ستساهم في توفير الامن على الحدود ومساعدة السلطة الفلسطينية في ضبط الامور في اطار عملية انسحاب اسرائيلي حقيقي من قطاع غزة شرط ان يندرج ذلك في اطار خطة خريطة الطريق الدولية وخطوة على طريق تحقيق رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش بشان الشرق الاوسط والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. والتقى شارون ووزير خارجيته شالوم قبيل توجه الاخير الى القاهرة "في اجتماع تنسيقي" حسب مصادر صحفية اسرائيلية . وقال شالوم في اعقاب الاجتماع ان مصر تنتهج موقفا ايجابيا جدا اتجاه عملية السلام في الشرق الاوسط وتشجع دولا اخرى على الانضمام اليها. وكان شالوم اشار في مقابلات اذاعية الى وجود "تغيير دراماتيكي في العالم العربي بعد الحرب على العراق، ومصر تجسد هذا التغيير". واعرب شالوم عن تفاؤله من نتائج اللقاء المرتقب مع الرئيس مبارك و "ثمن" رفض مصر المشاركة في مداولات محكمة العدل العليا بشان قانونية الجدار الذي تقيمه اسرائيل في قلب الضفة الفلسطينية المحتلة. واوضح شالوم ان خطة الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة ستتصدر محادثاته مع المسؤوليين المصريين، موضحا ان زيارته تستهدف "التوصل الى تفاهمات سياسية واقتصادية". وقال ان مصر "معنية بتحقيق انجازات اقتصادية"، مضيفا "ونحن مهتمون جدا بالجانب السياسي".