عقد رئيس الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان امس اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره في رام الله بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونظيره الاسرائيلي مئير دغان. ولم يدل سليمان بتصريحات بعد اجتماع رام الله لكن الرئيس عرفات ثمن امام الصحافيين "المجهود المصري" وقال ان "هذه المهمة التي قام بها المسؤول المصري تأتي لدفع عملية السلام وانهاء العدوان الاسرائيلي، وأهم شيء خريطة الطريق، خصوصاً أن ذلك ورد بجميع جوانبه في مؤتمر القمة العربية". وسئل عرفات المحاصر في مقره "المقاطعة" منذ كانون الاول ديسمبر 2001 هل نوقشت قضية حرية حركته فتبرع بالاجابة رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بالقول: "ليس في غزة فقط، وانما بشكل كامل". واعلن الجيش الاسرائيلي امس انتهاء عملياته في رفح وانسحاب قواته منها. راجع ص6 و7 وذكرت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان الاسرائيليين اشترطوا للسماح لعرفات بحرية الحركة وقف كل العمليات العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة واعطاء صلاحيات كاملة لأجهزة الأمن الفلسطينية، مع الموافقة على تدريب قوات الأمن تلك، بما في ذلك عقد دورات لها في اريحا بمساعدة أردنية. وتقول مصادر اسرائيلية إن مصر أبدت استعدادها لتحمل المسؤولية عن الامن في قطاع "فيلادلفيا" على الحدود بينها وبين قطاع غزة لكن بثلاثة شروط هي: اولاً، انسحاب اسرائيلي كامل من منطقة "فيلادلفيا" بما في ذلك الشريط الحدودي بين مصر والقطاع. ثانياً، التزام اسرائيل بتفعيل الممر الآمن بين قطاع غزةوالضفة الغربية لضمان عدم تحول القطاع الى سجن، على ان يكون الممر تحت اشراف مصري. ثالثاً، ان يتقدم الفلسطينيون بطلب الى مصر لتلعب دوراً امنياً في القطاع. وتضيف المصادر الاسرائيلية ان اشراف مصر على منطقة "فيلادلفيا" يتطلب اجراء تعديلات على الملحق العسكري لمعاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية. ويأتي التحرك المصري فيما تشهد المعارضة لخطة شارون ذات المراحل للانسحاب من قطاع غزة اصطفافاً اسرائيلياً هائلاً بعد انضمام المستوى العسكري الى صفوفها على رغم اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي تصميمه على تنفيذ خطته التي أكد أنها ستطبق بمشاركة الاردن ومصر ودول اوروبية. ومن المقرر ان يسلم شارون نسخاً من خطة "فك الارتباط" المعدلة الى اعضاء حكومته، وأن يطلع عليها الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني الخميس المقبل قبل اخضاعها للتصويت في جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعية الاحد. وأكد شارون في مؤتمر عقد في قاعدة عسكرية في منطقة اللطرون مساء الأحد ان "مصر والاردن ودولاً أوروبية ستشارك في الخطة". وقال ان خطته "ستشمل انسحاباً من قطاع غزة وعدد من المستوطنات شمال الضفة الغربية وستشمل تعهداً اميركياً بمنع فرض خطوات سياسية صعبة على اسرائيل، وخطاباً رئاسياً في شأن الحدود النهائية وعودة اللاجئين الفلسطينيين"، في اشارة الى ضمانات بوش لشارون خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.