يصل وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه مساء اليوم الى القاهرة التي يستهل بها أول جولة شرق أوسطية له كوزير للخارجية. ومن المقرر ان يلتقي نظيره المصري أحمد ماهر الذي سبق والتقاه لدى زيارة الأخير لفرنسا في 7 أيار مايو الماضي. وتوقعت وزارة الخارجية الفرنسية أن يستقبله الرئيس حسني مبارك، كما يلتقي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وينتقل الوزير الى الأردن حيث يستقبله الملك عبدالله ونظيره مروان معشر. ويستأنف برنييه جولته الشرق الأوسطية في 29 الجاري عندما يتوجه الى رام الله للقاء الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية نبيل شعث ورئيس الحكومة أحمد قريع. وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية ان الوزير سيزور اسرائيل لاحقاً بعد عطلة الصيف. وارجأ الوزير زيارته لاسرائيل نتيجة ضغوط رئيس الحكومة ارييل شارون الذي اعلن انه لن يستقبله إذا التقى عرفات. الا ان فرنسا لم تغير سياستها التي أكدها الرئيس جاك شيراك مرارا وهي ان الرئيس عرفات هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وانه لا يمكن التراجع عن التحاور معه. وأكدت مصادر مقربه من الرئاسة الفرنسية ل"الحياة" ان بارنييه لن يعدل عن زيارة عرفات، وهو سيزور اسرائيل لاحقاً ويأمل في لقاء شارون، وإذا لم يلتقه ففرنسا غير عازمة على تغيير سياستها وخطها تلبية لشروط شارون. الى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة في حديث ل"الحياة" ان بارنييه سيعيد التأكيد للسلطات المصرية العليا مواقف فرنسا من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وضرورة معالجة هذا الصراع وايجاد حل له بشكل سريع من دون الاستسلام الى خيبة الأمل. وقالت انها ستكون مناسبة للوزير ان يحمل الرسائل التي توصلت اليها القمة الأوروبية التي اختتمت أعمالها في بروكسيل مساء الجمعة. وكانت القمة انتهت الى التأكيد على دعم خطة الانسحاب الاسرائيلي وفق الشروط التي وضعتها فرنسا وأوروبا وهي اعتبار الانسحاب جزءا من "خريطة الطريق"، اضافة الى دعم جهود عدد من الدول من بينها مصر ودورها الامني بعد الانسحاب، وتأكيد أوروبي على دور اللجنة الرباعية كآلية تنسيق وادارة بعض الانسحابات الاسرائيلية عندما تتم، وايضا التذكير بالجانب الاقتصادي والانساني الذي يجب اخذه بعين الاعتبار بالنسبة الى الانسحاب والاوضاع الفلسطينية. كما سيذكر الوزير بدور فرنسا في اعادة دفع اجتماع اللجنة الرباعية، وسيناقش الاوضاع العربية في كل من مصر والاردن. ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية مصر بأنها "شريك اساسي بلعب دور جوهري لايجاد حلول لصراعات المنطقة وانها تظهر ذلك بأنها تستعد للعب دور بناء في اطار الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وعن سبب عدم قيام الوزير الفرنسي بزيارة سورية ولبنان في هذه المرحلة، قالت المصادر الفرنسية ان الوزير يرغب في بدء جولته بدول محورية في البحث عن حلول لصراع الشرق الاوسط. فهو يبحث الآن عن حلول مع دول معنية بتحريك "خريطة الطريق".