بقيت المواقف الاسرائيلية والفرنسية على طرفي نقيض في شأن قضيتي الحصار الذي تفرضه الحكومة الاسرائيلية على الرئيس ياسر عرفات، والاطار السياسي العام لاي مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية للتوصل الى تسوية للصراع بينهما. هذا على الاقل ما أوحت به تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه والرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف في ختام اجتماعهما الذي عقد امس، في اليوم الثاني لزيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الى اسرائيل في محاولة ل"تدفئة" العلاقات الجليدية بين الجانبين، حسب وصف وسائل الاعلام الاسرائيلية. وفي ما يشبه "مناظرة" سياسية بين الطرفين، قال كتساف في مؤتمر صحافي مشترك مع بارنييه ان "المشكلة الرئيسة التي تواجهها اسرائيل هي عدم وجود قيادة فلسطينية ذات قدرة وصدقية تمكنها من ان تكون شريكة في أي مفاوضات"، مضيفا ان عرفات "ما زال يرى في الارهاب استراتيجية". وذهب كتساف الى تحديد املاءاته على فرنسا والاتحاد الاوروبي عموما عندما قال ان على الاخير توجيه رسالة واضحة الى الفلسطينيين "ووقف الدعم المالي" لما اسماه ب"الارهاب". من جهته، انتقد بارنييه بشدة مواصلة الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الرئيس الفلسطيني، مكررا موقف باريس المعلن في هذا الخصوص. وفيما اقترح تقديم مساعدات دولية لخطة "فك الارتباط" الاسرائيلية، شدد على ضرورة ان تكون هذه الخطة في اطار "خريطة الطريق". وجدد موقف بلاده من "خريطة الطريق" في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، مشيرا الى "ضرورة العودة الى طاولة المفاوضات على اساس خريطة الطريق".