قال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ان الزيارة التي يبدأها الاحد المقبل الى اسرائيل هي اول زيارة ثنائية حقيقية له وانه يريد من خلالها ان يشرح لاسرائيل معاني الحوار وان يقنعهم بان لا امل لاسرائيل في العيش باستقرار الا بالتسوية السلمية. جاء ذلك في كلمة القاها بارنييه خلال ندوة نظمتها وزارة الخارجية الفرنسية وضمت صحافيين فرنسيين واسرائيليين عنوانها "فرنسا اسرائيل: عندما تتحاور وسائل الاعلام"، وتهدف الى تنقية الاجواء بين الطرفين، خصوصاً بعد الاتهامات التي وجهت للاعلام الفرنسي بانحيازه الى جانب الفلسطينيين. واشار بارنييه الى ان تمتين العلاقة مع اسرائيل هو أحد محاور عمله في وزارة الخارجية وانه كذلك يسعى الى تطوير العلاقة بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي. وأضاف ان النزاع في الشرق الاوسط هو في قلب نزاعات العالم كله، وان هناك مسؤولية تاريخية تقع على جيله وتقضي بالعمل على حل هذه المشكلة. ومضى يقول ان فرنسا متعلقة بمبدأ أمن اسرائيل ووجودها، لكنها تعتبر ان الضمانة لذلك هي ان تكون هناك دولة فلسطينية حقيقية وقابلة للحياة. وحض بارنييه رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون على الوفاء بتعهداته بالانسحاب شرط ان يكون ذلك جزءاً من عملية السلام وان يندرج في اطار "خريطة الطريق" الدولية لان السلام لن يتحقق الا بتخلي اسرائيل عن الاحتلال. وبعد هذا العرض للمبادئ التي تحكم السياسة الفرنسية ازاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي تطرق بارنييه الى اللاسامية بالقول انها تذكر بتاريخ دام لا تفسير له ولا أعذار، معيداً التذكير بكلمة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اكد ان التعرض ليهودي هو التعرض لفرنسا كلها. وتوقف عند الاجراءات القانونية التي اعتمدتها فرنسا لمحاربة العداء للسامية، مشيراً الى وقف بث تلفزيون "المنار" بقوله ان فرنسا تكافح اللاسامية حتى على الفضائيات. ويذكر ان اتصالات تدور حالياً بين تلفزيون "المنار" والمجلس الاعلى الفرنسي للاعلام المرئي والمسموع لمعالجة هذا الموضوع. وتطرق بارنييه الى الارهاب قائلاً ان لا شيء يبرره لكنه دعا ايضاً الى عدم تناسي ضرورة معالجة جذوره. ورداً على سؤال حول الزيارة التي قام بها الى رام الله قبل اشهر وقابل خلالها رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، قال بارنييه انه يعرف ان هناك من يأخذ عليه مقابلته لعرفات لكنه لا يقبل بهذا المأخذ. واضاف بارنييه ان السلام غير ممكن من دون الفلسطينيين ومن دون احترامهم وهذا الاحترام يقضي باقناعهم ببعض الامور وانه عندما يلتقي عرفات فانه يقول له اشياء كثيرة قد لا يكون سماعها مريحاً بالنسبة اليه. وتابع انه يلتقي عرفات لانه الرئيس المنتخب للفلسطينيين رغم علمه بان مثل هذا الموقف مختلف عليه ايضاً مع الولاياتالمتحدة. وقال ان هناك من يعتبر انه لا يمكن القيام بشيء مع عرفات وانه يقول من جانبه ان السلام غير ممكن من دون عرفات ولذا فان فرنسا ماضية في حوارها معه.