تستضيف "سيتي اوف لندن كوربوريشن" الشهر المقبل ورشة عمل مبتكرة عنوانها "ايجاد ادوات للسيولة النقدية في مجال العقار" في قاعة غروسر التاريخية. كما حصل "بيت التمويل الكويتي" على استثمارات بقيمة 80 مليون جنيه استرليني في عقارات مكاتب وعقارات صناعية في ضواحي لندن عبر "صندوق المنار للعقار" في المملكة المتحدة التابع له. ماذا يجمع بين هذين الحدثين؟ انهما يستهدفان المستثمرين في الشرق الاوسط، خصوصاً المستثمرين من مؤسسات اسلامية. واصبحت لندن بالفعل، في مرحلة ما بعد 11 ايلول سبتمبر، مركز جذب للمستثمرين في العقارات من الشرق الاوسط. وحسب شركة الاستشارات العقارية العالمية "دي تي زد" فان رجال اعمال من الشرق الاوسط استثمروا 2.6 بليون يورو في سوق العقار الاوروبي عام 2003، بزيادة 15 في المئة مقارنة مع معدلات عام 2002 . واستثمر نحو 80 في المئة من المبلغ في المملكة المتحدة. وفي الاعوام القليلة الماضية عززت مصارف ومستشارو عقارات دوليون علاقاتهم مع مصارف عربية، خصوصاً مع مؤسسات مالية اسلامية، واستفادوا نتيجة ذلك من تدفق ملايين الدولارات من الاستثمارات على اسواق العقارات في المملكة المتحدة واوروبا من العالم الاسلامي. وفي الواقع، شهد الاستثمار من المؤسسات المالية الاسلامية خصوصاً في انواع من الاصول العقارية مثل مشاريع سكن لعائلات والعقار التجاري ومساكن الطلبة ومنشآت الرعاية الصحية والمستودعات ومنشآت التوزيع، ارتفاعاً مثيراً في مرحلة ما بعد 11 ايلول مع توجه المستثمرين الى تنويع استثماراتهم. لماذا هذا الاهتمام الهائل بانواع الاصول العقارية في المملكة المتحدة واوروبا؟ يؤكد نيك ادموندز، الشريك الرئيسي في مؤسسة المحاماة الدولية "تاورز آند هامليز"، التي تولت تمثيل مصرف "بيت التمويل الكويتي" في آخر استثمارات له في المملكة المتحدة، ان "المستثمرين الخليجيين يأملون ان تتفوق سوق العقار التجارية في المملكة المتحدة على نظيرتها الاميركية، ولم يستعيدوا شيئاً يذكر من ثقتهم القديمة بسوق العقار الاميركية". ويحظى العقار كأحد انواع الاستثمار بشعبية كبيرة في الشرق الاوسط. وتمر المنطقة حالياً بانتعاش غير مسبوق، ويؤكد بعض المحللين ان هذا الوضع لا بد ان يشهد تصحيحاً في وقت قريب. والاسواق الرئيسية هي الكويتودبي والسعودية. وفي الكويت، وفقاً ل"مؤشر الكويت" المتوافق مع الشريعة الاسلامية الخاص بقطاع العقار الكويتي، الذي تصدره شركة "المال" الاستثمارية، وهو مؤشر العقار الوحيد من نوعه في الشرق الاوسط، بلغ عائد سنة واحدة في نهاية آذار مارس 2004 نسبة 50,44 في المئة، فيما بلغ عائد السنتين نسبة مدهشة هي 152,52 في المئة. ومن بين هذه المشاريع الضخمة "سوق دبي المالية العالمية" و"ملاذ البحرين المالي". وتتجلى امثلة اخرى في مشاريع عقار فخمة في دبيوالبحرينوجدة. لكن العائدات على الاستثمارات في الشرق الاوسط قد لا تكون بمستوى جاذبية الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةفالولاياتالمتحدة سوق رئيسية. ويملك "بنك الاستثمار الاسلامي الاول" وحده، على سبيل المثال، استثمارات في مجال العقار في الولاياتالمتحدة تزيد قيمتها على 1,2 بليون دولار. لكن التمييز في المعاملة على ايدي موظفي الهجرة الاميركيين التي يحس بها العرب والمسلمون عند دخولهم الى البلاد، والخوف من تجميد استثماراتهم بسبب "الحرب المالية على الارهاب" التي تشنها واشنطن بحماسة مفرطة، عرقلا تدفق استثمارات عربية واسلامية جديدة الى الولاياتالمتحدة، ولو ان مثل هذه الاتفاقات تعود الى الظهور هناك ببطء في الوقت الحاضر. وتؤكد الفكرة التي تتناولها ورشة عمل "سيتي اوف لندن كوربوريشن" في 28 حزيران يونيو الجاري على مقاربة ذات قيمة اضافية ازاء الاستثمارات التقليدية في العقارات: سندات الضمان، صناديق الاستثمار العقاري، قروض العقار، الشراء للتأجير، وغير ذلك. وسيفتتح عمدة لندن الدرمان روبرت فينتش، الذي يستضيف ورشة العمل وهو ايضاً خبير في مجال العقار، المؤتمر الثاني لتمويل العقار الاسلامي آي آر اي اف 2004 الذي سيعقد في فندق بارك لين شيراتون بين 29 و30 حزيران الجاري وستكون ورشة العمل جزءاً من المؤتمر.