قتلت عناصر من حركة "طالبان" جنديين أفغانيين في إقليم زابول جنوب فجر أمس واستولت على مقر حكومي قبل ان تتمكن القوات الاميركية من طردها منه. ونقلت وكالة الانباء الافغانية ومقرها باكستان عن مصادر مطلعة ان عناصر "طالبان" هاجمت منطقة مزينة شمال غربي زابول مما أسفر عن مقتل جنديين أفغانيين وجرح اثنين آخرين. كما نقلت عن مسؤول أمني كبير في المنطقة إن عدداً من المهاجمين لم يعرف عددهم قتلوا. وقال احد قادة الحركة الحاكمة سابقاً في كابول ان مروحيات اميركية نجحت أمس في طرد عناصر الحركة من مقر حكومي استولوا عليه في الاقليم الذي يعد بؤرة ساخنة لنشاط المتشددين وشهد عملية قادتها القوات الاميركية قبل نهاية الشهر الماضي بهدف دعم الامن قبل الانتخابات المقرر اجراؤها في ايلول سبتمبر المقبل. وقال القائد صديقي في اتصال هاتفي مع "رويترز" عبر الاقمار الاصطناعية من منطقة غير معروفة ان المقاتلين قتلوا اربعة جنود حكوميين على الاقل عندما استولوا على مقر قيادة منطقة ميزان في زابل. وأضاف ان ثلاثة من عناصر "طالبان" اصيبوا في الاشتباك وان رجال الحركة دمروا مبنى المقر. ولم يكشف ما اذا كانت القوات الاميركية اوقعت في صفوف "طالبان" اي خسائر. وفيما لم يصدر على الفور اي تعليق من جانب القوات الاميركية، رفض الناطق العسكري الاميركي تاكر ماتساغر في لقاء مع الصحافيين في وقت سابق أمس تكهنات بأن "طالبان" تكثف هجماتها واتهم عناصر الحركة بالمبالغة. وفي حادث آخر قتل جندي أميركي أفغانياً لوح بمسدسه عندما كان يقترب من برج مراقبة في قاعدة بغرام شمال كابول، ورفض الاوامر بالتوقف. الى ذلك، اجرى جنود اميركيون عملية تفتيش في مدرسة قرآنية في ولاية خوست جنوب شرق وأوقفوا ثلاثة مدرسين. وأوضح شهود ان جنوداً اميركيين طوّقوا فجر الخميس مدرسة في حي باك 40 كلم شمال شرقي مدينة خوست، ثم عمدوا الى تفتيش المبنى بكامله، "وبعد ساعات طويلة من عمليات التفتيش، رأينا الاميركيين يغادرون مع ثلاثة معتقلين هم مدرسون في المدرسة ... كانوا معصوبي العينين ومقيدي المعصمين". واكد القائد العسكري لمنطقة خوست الجنرال خيال باز خان وقوع الحادث. وقال: "نجهل ما اذا كان هؤلاء المعلمون الثلاثة على ارتباط بحركة طالبان. قد يكون الاميركيون يملكون معلومات عنهم". وكان جنود اميركيون اجروا قبل ثلاثة ايام عملية تفتيش في مدرسة قرآنية اخرى في حي ياكوبي المجاور. واعرب حاكم الولاية مراج الدين باتان عن قلقه من هذه العمليات التي "قد تتسبب باستياء لدى السكان الذين يكنون الاحترام الشديد للمسؤولين الدينيين واماكن العبادة". من جهة أخرى، دعا قادة الامن في مدينة تشخشران عاصمة اقليم غور وسط التي اجتاحتها قوات القائد المتمرد عبد السلام خان، الحكومة في كابول أمس الى ارسال قوات لمساعدتهم في استعادة المدينة. وكان الحاكم ابراهيم مالك زادة اضطر للفرار من تشخشران قبل تفجر القتال الخميس الماضي بين قوات خان وقادة الشرطة والجيش الذين عينتهم الحكومة في كابول. وسقط 18 على الاقل ما بين جريح وقتيل في القتال. وقال مالك زادة ان خان دبر "انتفاضة شعبية" ضد قائد الشرطة الجنرال زمان والجنرال احمد قائد الفرقة العسكرية في غور لانهما حاولا توسيع دائرة نفوذهم في الاقليم. ولم تعلق كابول بعد على تطورات الاوضاع في الاقليم والتي تعد بمثابة ازمة اقليمية جديدة قد تعرقل جهود الرئيس حامد كرزاي لاجراء الانتخابات في ايلول سبتمبر.