عبر الملك عبد الله الثاني عن تضامن الأردن مع المملكة العربية السعودية وإدانته بكل قوة الأعمال الاجرامية الآثمة التي وقعت في مدينة الخبر وما نتج منها من قتل للأنفس البريئة. جاء ذلك خلال زيارة قصيرة قام بها العاهل الأردني لجدة أمس حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير عبد الله. راجع ص 6 في هذه الأثنا، حاصرت القوات الأمنية السعودية مساء أمس مسلحين يعتقد بأنهما من المطلوبين أمنياً، في منطقة الهدا الواقعة بين مدينتي الطائف ومكة المكرمة غرب السعودية. وروى شهود ل"الحياة" ان آليات عسكرية وعدداً كبيراً من عناصر قوات الطوارىء الخاصة شاركوا في محاصرة المسلحين اللذين رفضا التوقف عند نقطة تفتيش الهدا وتجاوزاها وهما يشهران اسلحتهما. ولحقت بهما دوريات الأمن وادركتهما عند طريق الهدا الدائري الجبلي، فترجلا من سيارتهما وهما يطلقان النار عشوائياً في اتجاه قوات الامن، واتجها نحو منطقة جبلية وعرة قريبة للاختباء فيها مستغلين حلول الظلام. وافاد الشهود الذين كانوا يمرون في المنطقة ان احد المسلحين كان يلوح بقنبلة يدوية في يده. وحتى وقت متقدم من مساء امس كانت عملية المطاردة لا تزال مستمرة والحصار الامني محكماً على المنطقة. واستبعدت مصادر أمنية ل"الحياة" ان يكون المسلحين المحاصرين من منفذي اعتداء الخبر الثلاثة الذين لا تزال قوات الامن تمشط المنطقة الشرقية بحثا عنهم. وتتبع منطقة الهدا، وهي مركز اصطيافي محافظة الطائف التي لم تشهد خلال الفترة الماضية أي مواجهات بين المطلوبين ورجال الأمن. وفي الخبر، لوحظ تشديد الاجراءات الامنية حول المرافق العامة والمؤسسات الرسمية والمناطق التي يقطنها اجانب. لكن ذلك لم يهدىء من روع السكان الذين لا يزالون يعيشون في حال صدمة. وقال مسؤول تربوي يعمل مع جهات رسمية بريطانية ان كثيرين من الرعايا الاجانب امتنعوا عن ارسال ابنائهم الى المدارس الخاصة بهم. واوضح انه لم تصدر اي توجيهات رسمية بهذا الخصوص لكن الناس قلقون. واشار الى ان فريقاً من الجالية البريطانية في الخبر أبدى رغبته في إرسال عائلاته للسكن في البحرين، وان عدداً من العائلات البريطانية انتقل بالفعل الى المنامة. وقالت مصادر على جسر الملك فهد الذي يربط الجزيرة بالر السعودي انه لوحظت حركة نشطة لرعايا غربيين في اتجاه البحرين. وأجمعت روايات عدد من المحتجزين الذين حررتهم قوات الامن السعودية صباح الاحد، على ان رجال الكوماندوس السعوديين لم يجدوا لدى اقتحامهم المبنى الفندقي أياً من الارهابيين الاربعة، وان هؤلاء استطاعوا الفرار من المبنى بعدما اصطحبوا رهائن معهم دروعاً بشرية وتسلقوا سور المجمع وفروا في مجموعتين احداهما ضمت ثلاثة أرهابيين سرقوا سيارة نقل صغيرة وفروا بها وهم يرتدون ملابس عسكرية، في حين شاغل الارهابي الرابع، وهو قائد المجموعة الذي كان يرتدي زياً افغانياً، رجال الامن واشتبك معهم بعدما سرق سيارة من طراز بويك حمراء قوات الامن لتمكين زملائه من الفرار، وقبض عليه بعد اصابته بجروح بالغة. وقدر أحد الرهائن السابقين في لقاء مع "الحياة" ان الارهابيين فروا من المبنى الفندقي - بعدما قتلوا تسعة من الرهائن - ما بين الساعة الثانية والثانية والنصف فجر الاحد، خلال محاولة الاقتحام الاولى للمبنى التي قامت بها القوات السعودية. وفي نيويورك "الحياة"، دان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ب"أقوى التعابير" العملية الارهابية في الخبر، وقال الناطق باسمه فرد ايكهارت انه "يأمل بأن تتمكن السلطات السعودية من تقديم الفاعلين الى العدالة".