في عملية اقتحام نفذها رجال كوماندوس سعوديون، تمكنت قوات الأمن السعودية صباح أمس من انقاذ مجموعة من الرهائن قدر عددهم ب23 شخصاً، احتجزهم أربعة ارهابيين مسلحين في مبنى فندقي داخل مجمع الواحة السكني في مدينة الخبر، بعدما اسفر الهجوم الارهابي عن مقتل 22 شخصاً من جنسيات مختلفة. واعتقلت قوات الامن قائد المجموعة الارهابية لكن الثلاثة الباقين تمكنوا من الفرار. وأكد شهود عيان ل"الحياة" ان الارهابيين قتلوا تسعة من الرهائن الذين وجدوهم داخل المبنى الفندقي، ايطالي وسويدي وسبعة من العاملين في المبنى من جنسيات آسيوية قبل حدوث عملية الاقتحام التي نفذها نحو أربعين من عناصر الكوماندوس التابعين لقوات الأمن الخاصة، تم انزالهم بواسطة 3 طائرات مروحية على سطح المبنى في حوالى الساعة الخامسة من صباح أمس، فاقتحموا الطابق السادس ثم نزلوا الى الأدوار السفلى الى أن تم تطهير المبنى واطلاق الرهائن الذين كانوا محتجزين في الطابق الأول. وذكر شهود ان المسلحين فروا من المبنى الفندقي عند حصول الاقتحام. وكانت قوات الأمن السعودية بدأت استعداداتها لاقتحام المبنى الفندقي المؤلف من ستة أدوار منذ الساعة الثامنة مساء أول من أمس وجيء بتعزيزات من قوات الكوماندوس وقوات الأمن الخاصة من الرياض لتنفيذ العملية، وأحاط قوات من الجيش والقوات البحرية وقوى الأمن بالمبنى الفندقي وبدأت طوال بعد الظهر وحتى وقت متقدم من الليل بإخلاء سكان المجمع، وبعد استكمال تقويم الموقف قامت قوات الأمن الخاصة بمحاولة أولى لاقتحام المبنى من الأدوار السفلية عبر بدروم المبنى الذي يضم كراجاً للسيارة في الساعة الثانية والثلث من فجر أمس تحت تغطية من نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة والتي كان يرد عليها المسلحون من رشاشات الكلاشنيكوف الخفيفة التي كانوا يحملونها. وعند وصول القوات السعودية الى الدور الأرضي من المبنى أسقط المسلحون قنبلتين من صنع محلي وهي أكواع مياه حديد مليئة بحشوات متفجرة وشظايا مسمارية ما أدى الى تراجع قوات الأمن واعتمادها خطة أخرى لاقتحامه من السطوح. وبالفعل قامت ثلاث مروحيات عسكرية بانزال نحو أربعين من رجال الكوماندوز في حوالى الساعة الخامسة من صباح أمس على سطح المبنى، حيث قاموا بعملية تمشيط وبحث عن الرهائن والمسلحين فوجدوا في الطابق الثالث أردنيان من الرهائن محتجزين داخل شقتهما، ثم وجدوا في الدور الأول 20 من الرهائن من الجنسيات الآسيوية ومن العاملين في نظافة وصيانة المبنى، اضافة الى لبناني كان محتجزاً هو الآخر في شقته وبدا واضحاً عدم وجود أي رهائن غربيين. وانتهت عملية الاقتحام بعد ساعة ونصف الساعة، وتمكن المسلحون من الهرب من المبنى، لكن قوات الأمن عثرت على قائد المجموعة المسلحة في مكان بعيد عن المجمع واشتبكت معه وأصابته واعتقلته. وشاهدت "الحياة" من قرب مبنى المجمع الفندقي عملية الاقتحام الأولى، التي وصفها أحد رجال الأمن بأنها عملية "جس نبض" وكذلك شاهدت عملية الاقتحام الثانية... ولاحظت "الحياة" انه في حوالى الساعة الثالثة من فجر أمس سمع صوت اطلاق رصاص من أسلحة رشاشة ثقيلة صادر من منطقة تقع جنوب المبنى الأمر الذي يشير الى أن سلطات الأمن اشتبكت مع قائد المجموعة بعيداً عن موقع المجمع. بيان وزارة الداخلية وقال بيان وزارة الداخلية ان "اربعة من المنتمين للفئة الضالة من ذوي السوابق الاجرامية قاموا عند الساعة السابعة صباح يوم السبت باطلاق النار على حراس امن احدى الشركات ودخلوا الى مقر الشركة واطلقوا النار على العاملين ثم خرجوا من المقر وهم يطلقون النار فأصابوا عدداً من السيارات احداها تحمل اربعة اطفال متجهين الى مدارسهم فاحترقت وفيها احدهم، ثم قاموا باطلاق النار على احد المراكز التجارية واتجهوا الى مجمع واحة عبدالعزيز في مدينة الخبر في محاولة لادخال السيارة التي يستقلونها واتضح انها مفخخة وجاهزة للتفجير. وحين لم يتمكنوا من ذلك دخلوا الى المجمع عبر القفز فوق الاسوار وقاموا بتهديد القاطنين فيه بما يحملونه من اسلحة. وكان هؤلاء المجرمون محل متابعة من قوات الامن في مطاردة عبر الاحياء المكتظة بالسكان وفي وقت الذروة المرورية حيث يتوجه الطلبة الى مدارسهم لاداء الامتحانات، الى ان تم تطويقهم داخل المجمع حيث بدأ هؤلاء المجرمون بالاعتداء على سكانه وبينهم عدد كبير من المواطنين والمقيمين من جنسيات مختلفة، وتم التعامل معهم من قبل قوات الامن التي وضعت سلامة سكان المجمع في مقدمة اولوياتها حيث استمرت عملية التطهير والاخلاء حتى ساعة مبكرة من صباح الاحد. وقد نتج عن هذا الحادث ما يلي: اولا: بعون من الله تمكنت قوات الامن من اصابة قائد المجموعة والقاء القبض عليه وهو من المطلوبين المهمين للجهات الامنية، اما البقية وعددهم ثلاثة، احدهم مصاب، فقد تمكنوا من الخروج من المجمع بعد الاحتماء، تحت تهديد السلاح، بعدد من الاشخاص لحين تمكنهم من اغتصاب سيارة احد المواطنين. وهم محل متابعة الجهات الامنية. ثانيا: اثناء التعامل مع هؤلاء المجرمين نفذت قوات الامن عملية اخلاء للمحتجزين على مرحلتين الاولى شملت مباني الفلل السكنية حيث تم اخلاء معظم المقيمين في المجمع وهم من جنسيات مختلفة بلغ مجموعهم 201 شخص وفق التصنيف الآتي: 41 اميركيا وعشرة هولنديين وثمانية اردنيين وعشرين بريطانيا وعشرة لبنانيين واربعة فرنسيين وعشرين سعوديا وثمانية يابانيين وثمانين آسيويا. في حين شملت المرحلة الثانية مبنى الفندق التابع للمجمع والذي تم فيه اخلاء السكان من الجنسيات التالية: 21 هنديا واردنيان وفيليبيني وعشرة بنغاليين ولبناني وخمسة سريلانكيين وباكستاني. ثالثا: ازهقت يد البغي والعدوان والفساد في الارض اثنين وعشرين نفسا من الانفس المعصومة من جنسيات مختلفة وفق التصنيف الآتي: ثمانية هنود وسريلانكيان وسويدي وجنوب افريقي وثلاثة سعوديين واميركي وايطالي وثلاثة فيليبينيين وبريطاني ومصري طفل في العاشرة. رابعا: اصيب في هذا الحادث 25 من جنسيات مختلفة باصابات عادية لا تمثل خطورة على حياتهم. ووزارة الداخلية اذ تعلن ذلك لتؤكد لكافة المواطنين والمقيمين بأن هذا الافعال الاجرامية الشاذة بعيدة كل البعد عن المجتمع السعودي المسلم الذي كان وسيبقى بإذن الله واحة أمن يستظل بها كل من عصم الله دمه من مسلم ومستأمن وان الاجهزة الامنية قادرة بعون الله على الوصول الى كل يد حاقدة تقف خلف هذه الافعال الشائنة، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".