أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر ماضية في مساندة السلطة الفلسطينية ومساعدتها قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة وخلاله، مبدياً استعداد بلاده لدعوة كل الفصائل والقوى الفلسطينية إلى استئناف الحوار في القاهرة من أجل تحقيق مزيد من وحدة الصف. جاء ذلك لدى استقبال مبارك في منزله أمس رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ومناقشتهما تطورات الأوضاع والمبادرة المصرية التي تهدف الى ضمان تنفيذ عملية الانسحاب الإسرائيلي من غزة كجزء من تنفيذ "خريطة الطريق"، ومساهمة مصر في تدريب قوات الامن الفلسطينية في غزة لحفظ الامن في الاراضي الفلسطينية التي ستنسحب منها إسرائيل. في غضون ذلك، بدأت السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بوضع مسودة اتفاق على طريقة ادارة قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي. وقال مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح ل"الحياة" إن الحوار الفلسطيني سيستكمل في الداخل ثم يستأنف في القاهرة بداية الشهر المقبل. وتوقع زيارة قريبة لمدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان الى الاراضي الفلسطينية وإسرائيل للبحث في تطبيق الخطة المصرية في غزة. وأشار إلى نشاط وحركة سياسية فلسطينية واسعة في الداخل بدءاً باجتماع الرئيس ياسر عرفات مع الفصائل والقيادات لمناقشة ملء الفراغ في حالة انسحاب اسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة. وأوضح أن مصر تلعب دورا كبيرا في قضية المعابر، مشيرا الى أن قريع اطلع مبارك على تفاصيل الحوار الفلسطيني في الداخل والدور المصري المطلوب في هذه العملية. وعرض التلفزيون المصري صورا التقطت في بداية المقابلة التي حضرها السفير الفلسطيني في القاهرة زهدي القدرة. وكان يفترض ان يعقد اللقاء الخميس كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية، لكنه ألغي من دون تفسير، ما اثار تساؤلات عن الحالة الصحية للرئيس المصري، خصوصا غداة إشاعات عن تعرضه لأزمة. وقالت مصادر فلسطينية انه كان يفترض ان يغادر قريع القاهرة مساء الخميس، لكنه ارجأ سفره لمقابلة الرئيس المصري. وكان مبارك التقى ايضا في منزله، وليس في قصر الرئاسة كما جرت العادة، وزيري الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم والتركي عبدالله غول اثناء زيارتهما للقاهرة في السابع من الشهر الجاري.