في جو مشبع بالقلق، ينشط العراقيون في خطوات متتابعة باتجاه استكمال استعادة السيادة والاستقلال، من خلال التحضيرات للبدء بأعمال المؤتمر الوطني الموسع، وتعمل "هيئة عليا" مكونة من 65 عضواً، على وضع الترتيبات اللازمة له. وقال احد اعضاء مجلس الحكم المنحل ل"الحياة" ان اعضاء المجلس، وعددهم 20 عضواً، سيكونون اعضاء في الهيئة بالتزكية، فيما سيتم اختيار 22 عضواً من المحافظات، بواقع مندوب واحد عن كل محافظة باستثناء بغداد التي سيتم اختيار أربعة ممثلين عنها. وسيتم الاختيار عن طريق مجالس المحافظات شرط أن لا يكونوا أعضاء فيه، ويجب ان تنطبق عليهم الشروط التي نص عليها القانون من حيث النزاهة والكفاءة وعدم مشاركتهم في جرائم النظام السابق. وترسل المحافظات أسماء مندوبيها، على أن تبدأ يوم 20 الشهر الجاري عملية اختيار 1000 شخصية عراقية للمؤتمر الوطني المرتقب الذي ينتظر أن يكون برئاسة جلال طالباني، فيما يرأس الهيئة التحضيرية فؤاد معصوم، أحد المقربين منه. ويقول الدكتور حاتم حميد التميمي الأمين العام ل"التجمع الوطني من أجل الحرية والديموقراطية" ل"الحياة" إنه بصدد الدخول في معترك المنافسة من اجل الحصول على مقعد في "المؤتمر الوطني"، مشيراً إلى أهمية ان "يكون المؤتمر مرآة حقيقية تعكس الواقع العراقي كما هو بكل اطيافه ومذاهبه وقومياته، بعيداً عن المحاصصة والابتزاز وفرض الرأي والغاء الرأي الآخر". وشدد الدكتور أنور رشيد السامرائي الاستاذ في جامعة صلاح الدين، على "أهمية الانفتاح القائم على حسن النية والمسعى الحميد والابتعاد عن كل ما يثير غضب الاخرين بسبب تهميش او تغييب". وأضاف: "اذا اردنا ان نبني وطناً خالياً من ادران الماضي وخبائثه، علينا ان نتعاطى مع كل وجهات نظر أبناء الشعب، وان يكون الجميع تحت خيمة الوحدة الوطنية". وقالت الدكتورة عفاف عبدالصاحب أمينة سر "رابطة المرأة المسلمة" إن "المؤتمر الوطني" سيضم عدداً كبيراً من النساء يناهز 250 امرأة أي بنسبة 25 في المئة وهو "عدد كبير". فيما اشارت راجحة علوان رئيسة "اتحاد النساء الديموقراطيات العراقيات"، الى ان المرأة العراقية فخورة بهذا الوجود، خصوصاً انها ستكون حاضرة ايضاً في المجلس الوطني الاستشاري المكون من 100 عضو والذي سينبثق عن المؤتمر الوطني، حيث ستحتل 25 مقعداً اي الربع. وأشارت إلى أن المرأة تحتل 16 مقعداً في الهيئة التحضيرية الحالية المكونة من 65 شخصاً. ويعتقد أعضاء الحكومة الانتقالية أن انعقاد المؤتمر الوطني واختيار المجلس الاستشاري بحلول 20 تموز يوليو المقبل، سيؤديان الى تصليب الارضية التي تقف عليها الحكومة، وإلى تسهيل مهمة البناء والاعمار.