من يقدر على فرنسا؟ قالتها الصحف الأسبانية في صفحاتها الاولى بعد فوز فرنسا على ايطاليا 2-1 مساء الاحد الماضي واحرازها بطولة اوروبا 2000 لكرة القدم. منتخب فرنسا بات بالفعل الفريق الاقوى عالمياً. ليس لانه بطل كأس العالم 1998... ولا لأنه اضاف كأس اوروبا 2000 الى رصيده، ولكن لانه المنتخب الاكثر ثباتاً وكمالاً وخبرة بين كل منتخبات العالم... بالارقام والحقائق. فرنسا هي الاكثر ثباتاً لأن تشكيلتها في السنوات الثلاث الاخيرة تدور حول 15 لاعباً بلا تغييرات جوهرية. لاخلاف حول الحارس فابيان بارتيز. والمدافعون الاربعة ليليان تورام ولوران بلان ومارسيل ديسايي وبيسكنتي ليتزارازو لم يخسروا معاً في اي مباراة دولية، وعبر 26 مبارة لهم بالفانلة الزرقاء فازوا في 22 مرة وتعادلوا في 4 مرات، وما اندر مشاركات لوبوف او كاريمبو. وفي خط الوسط لا خلاف على زين الدين زيدان وباتريك فييرا ويوري دجوركاييف وايمانويل بيتي... والتغيير لدجوركاييف وبيتي لا يحدث الا للاصابة، والبديلان كريس دوغاري وروبير بيريس على أعلى مستوى. ويبقى رأس الحربة... وإذا اشترك رباعي الوسط او رأسا الحربة او إذا قل لاعبو الوسط الى ثلاثة، والمهاجمون وفقاً لترتيب مشاركتهم هم تيري هنري ونيكولاس انيلكا وسيلفان ويلتورد وديفيد تريزيغيه، والاخيران هما صاحبا هدفي فرنسا في ايطاليا لنعرف مدى كفاءة البدلاء. وثبات المنتخب الفرنسي لا يقف عند تشكيلة ولاعبين ولكنه يمتد الى الاسلوب الهرمي 4-3-2-1 الذي اوجده ايميه جاكيه في كأس العالم 1998 وقاده الى اللقب، احتفظ به خليفته روجيه لومير وفاز ببطولة اوروبا 2000. ومنتخب فرنسا كامل الاوصاف، ولا يوجد لديه نقطة ضعف في اي خط او اي مركز أو في البدلاء، وبه عدد من الموهوبين فوق العادة، وعلى رأسهم العبقري زين الدين زيدان الذي يتعامل مع الكرة وكأنها "خادم مطيع" يتحدث اليه ويوجهه للذهاب اينما يريد. ولا خلاف على مهارات بلان ودجوركاييف وانيلكا وعلى قوة تورام وديسايي وفييرا وعلى سرعة تيري هنري. ويزداد قدر الفرنسيين بوجود مجموعة من النجوم اصحاب الخبرات الكبيرة في المباريات الدولية - عمراً وعدداً - وعلى رأسهم ديشان وبلان وزيدان ودجوركاييف وديسايي وتورام ودوغاري. ما توفر لمنتخب فرنسا في الاعوام الاخيرة لم يحظ به منتخب آخر سوى اوروغواي في العشرينات وايطاليا في الثلاثينات والبرازيل بين 58 و1962 ولألمانيا الغربية في بداية السبعينات. وعندما تتوافر لأي منتخب تلك المقومات تبقى بقية المنتخبات على مسافة فرسخ منه وتنظر اليه بإعجاب.