قتل عشرة جنود اميركيين في هجمات منفصلة في العراق. وقتل مدني من جنوب افريقيا في البصرة، ومدني عراقي في بعقوبة. وشنت القوات الأميركية عمليات تفتيش عن المقاومين في كركوك، فيما ارسل البنتاغون مزيداً من الدبابات والمركبات المدرعة الى العراق. وحذر "جيش المهدي" التابع لمقتدى الصدر الخارجين عن القانون في النجف، ودعا إلى عدم الاعتداء على الاموال العامة. اعلن ناطق عسكري اميركي ان سيارة مفخخة انفجرت في المحمودية جنوببغداد لدى مرور رتل أميركي فقتلت ثمانية جنود اميركيين وجرحت اربعة. ولم يعط الناطق أي تفاصيل اخرى. وكان ناطق عسكري باسم قوات "التحالف" أعلن مقتل جندي اميركي فجر أمس في هجوم براجمة صواريخ شرق بغداد. ولم يعط أي تفاصيل عن ظروف الهجوم ومكانه. كما أعلن الجيش الاميركي مقتل جندي اميركي وجرح آخر في انفجار قنبلة شمال العاصمة العراقية. وكانت الشرطة العراقية اعلنت مقتل مدني عراقي في الانفجار الذي استهدف دورية اميركية في بعقوبة 65 كلم شمال بغداد. واوضح الضابط في الشرطة محمد ياسين ان عبوة انفجرت عند مرور موكب اميركي في حي المفرق قرب مستودع لمعدات البناء ما أدى الى جرح عاملين فيه. وفي مستشفى بعقوبة العام، قال الطبيب فؤاد سامر ان ثلاثة عراقيين اصيبوا بشظايا ادخلوا الى المستشفى، موضحاً ان احدهم توفي متأثراً بإصابته. وفي البصرة قتل مواطن من جنوب افريقيا وجرح سائقه ومواطن عراقي آخر صباح أمس بعدما فتح مسلحون النار على سيارته في أحد شوارع المدينة. وصرح مصدر مسؤول في سلطة التحالف في البصرة، أن القتيل كان يعمل خبيراً في مشاريع اعادة تأهيل المنظومات الكهربائية في البصرة. واكدت وزارة خارجية جنوب افريقيا في بيان مقتل احد رعاياها أمس في العراق، وهو خامس جنوب افريقي يقتل في هذا البلد. وكان ناطق باسم القوات البريطانية التي تسيطر على جنوبالعراق اعلن مقتل مدني قد يكون من جنوب افريقيا بالرصاص في البصرة. وأضاف ان الحادث وقع قرب مكاتب شركة نفط الجنوب وسط المدينة. عمليات تفتيش في كركوك وفي كركوك شن جنود اميركيون عمليات تفتيش عن مقاتلين في مدينة الزاب غرب كركوك. وقال قائد الشرطة في المدينة جمعة عبدالله ان "حوالى 150 جندياً اميركياً وصلوا في نحو خمسين آلية وبدأوا عمليات بحث" في الزاب، على بعد 85 كيلومتراً غرب كركوك. واضاف ان الجنود الاميركيين اوقفوا العشرات من سكان المدينة، معبراً عن استغرابه لقيامهم بهذه العملية، مشيراً الى ان هذه المدينة لم تشهد اي هجوم ضد الاميركيين منذ اسبوعين. وصرح حلمي جبوري الذي يقيم في المدينة هاتفياً بأن الجنود الاميركيين قتلوا شاباً عراقيا كان يحاول الفرار. ولم يتم التأكد من هذه المعلومات من الشرطة او الجيش الاميركي. وفي مدينة النجف، حيث أقامت القوات الاميركية نقاط تفتيش على الطرق المحيطة بالمدينة، ما زال الوضع متوتراً. ونفى محمود عثمان عضو مجلس الحكم الانتقالي مشاركة قوات البيشمركة الكردية الى جانب القوات الاميركية في الاشتباكات الاخيرة في منطقة ام عباسيات قرب النجف. وقال في تصريح الى "الحياة": "لم نرسل عنصراً واحداً من البيشمركة الى النجف، وليست لدينا النية في ارسالهم، لأننا نرفض المشاركة في أي معركة خارج اطار الدفاع عن الوطن". واضاف ان "موضوع النجف يتسم بالحساسية والخطورة، ولن نرسل قواتنا الى النجف او الفلوجة". ولمح إلى أن "الاكراد الذين شاركوا في قتال الفلوجة كانوا ضمن قوات الشرطة والدفاع المدني وليسوا ضمن تنظيمات البيشمركة". ولمح عثمان الى "احتمال وجود عناصر اجنبية تقاتل الى جانب جيش المهدي في النجف". وكان احد مساعدي الصدر اتهم في وقت سابق امس قوات البيشمركة بالقتال الى جانب القوات الاميركية ضد أنصار الصدر في حي العسكري في النجف. جيش المهدي يدعو إلى عدم الاعتداء على الاموال العامة الى ذلك، حذر "جيش المهدي" اللصوص والخارجين عن القانون من استغلال الوضع الأمني المتردي للتعدي على المواطنين وأموالهم والتجاوز على مؤسسات الدولة، والصاق هذه الاعمال بقيادة "جيش المهدي". ودعا بيان صادر عن "آمرية جيش الامام المهدي" في النجف المواطنين الى التصدي لهؤلاء بشدة مؤكداً ان "جيش المهدي سينزل اشد العقوبات بمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الاعمال". وفي بيان مماثل أهاب "مكتب الشهيد الصدر" في النجف بالمواطنين التعاون مع أفراد الشرطة العراقية لضمان عدم الاعتداء على الاموال العامة، محذراً من يقوم بمثل هذه الاعمال بتقديمه إلى المحاكم الشرعية التابعة للسيد الصدر لينال العقاب المناسب. في غضون ذلك، ارسل الجيش الاميركي مزيداً من الدبابات والمركبات المدرعة الى العراق، بما في ذلك الى مدينة الفلوجة المحاصرة، مباشرة بعد تعهد الرئيس جورج بوش بعمل كل ما يلزم لاستعادة المدينة. وكان قادة عسكريون اميركيون في العراق وجهوا طلباً للحصول على قوة نيران أقوى. وأكد البنتاغون، في تغيير للسياسة التي كانت تفضل استخدام وحدات خفيفة، انه سيرسل عشرات الدبابات والعربات المدرعة. وأوضح الميجر جنرال من مشاة البحرية جون ساتلر متحدثاً من قطر أول من أمس ان "المدرعات اما في العراق الآن او في طريقها للوصول ونحن نتحدث الآن. لقد لبيت هذه الطلبات سريعاً". وقال مسؤول عسكري اميركي ان نحو 24 دبابة ثقيلة من طراز "ام 1 ايه 1 ابرامز" ارسلت الى جنود مشاة البحرية الذين يعملون غرب بغداد، بما في ذلك الفلوجة. وارسل عدد مماثل لفرقة المشاة الاولى التي تتمركز في تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.