قبل سنوات لم يكن هناك اهتمام كبير بالسودان، وكنا نكاد لا نقرأ أو نسمع عنه في وسائل الإعلام المختلفة إلا النزر اليسير. في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام به. ويرجع ذلك الى احتدام الصراع بين الحكومة وحركة جنوب السودان. أصبح السودان عنواناً بارزاً في وسائل الإعلام. وازداد تدخل الدول الكبرى في شؤونه الداخلية. الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على الحكومة والحركة من أجل انهاء هذا الصراع. التدخل الأميركي ليس الغرض منه، طبعاً، جعل أهل السودان يعيشون في سلام وأمان. أميركا تريد أن ينعم هذا البلد بالأمن حتى تستطيع أن تجني ثمار تدخلها، بعد ظهور البترول بكميات كبيرة. نحن، كسودانيين، نحلم بتحقيق هذا السلام حتى ننعم بالأمن في وطننا. فهذه الحرب اللعينة يعانيها كل أبناء الوطن، وجعلت كل مدخرات هذا البلد تذهب الى المجهود الحربي. أصبح الموظف لا يتسلم راتبه بانتظام. أصبح السلام قاب قوسين أو أدنى، وكلنا نترقب لحظته الأخيرة. نحن لا نثق بأي شيء، ونخاف أن يحدث شيء يذهب بطموحاتنا أدراج الرياح. ظهرت أزمة أخرى في غرب السودان، وكأن الظروف لا تريد لنا أن ننعم بالأمن والسلام. متى يلتفت أهل السودان لمصلحة الوطن؟ متى يتحد أبناء البلد الواحد من أجل العمل على تطور بلدهم والنهوض به؟ متى يتركون التعصب الديني والعرقي؟ لا تزال مشكلتنا تكمن في من يحكم: آل المهدي أم آل الميرغني أم الجبهة؟ كل هذا لن يفيدنا في شيء، وإنما يؤخرنا الى الوراء. السعودية - صلاح الدين الجيلاني salah corner [email protected]